يجلس الطفل السوري عمران ذو السنوات الأربع داخل سيارة إسعاف مغطى بالغبار والدماء تسيل من وجهه، قبل أن يحدق مذهولا في عدسة المصور محمود رسلان، بعد دقائق على إنقاذه من غارة استهدفت منزل أسرته في حلب. ويقول رسلان «التقطت العديد من صور الأطفال القتلى أو الجرحى جراء الغارات اليومية التي تستهدف الأحياء تحت سيطرة الفصائل في حلب». ويضيف في العادة يفقدون وعيهم أو يصرخون، لكن عمران كان يجلس صامتا، يحدق مذهولا كما لو أنه لم يفهم ما حل به. وغزت الصورة التي توثق هذه اللحظة المأسوية مواقع التواصل الاجتماعي، إلى جانب مقاطع فيديو تظهر عمران وهو يجلس على مقعد داخل سيارة إسعاف؛ الغبار يغطي جسده والدماء على وجهه، يبدو مذهولا ولا ينطق بكلمة، يمسح الدماء عن جبينه بيده الصغيرة ثم يعاينها بهدوء ويمسحها بالمقعد من دون أن يبدي أي ردة فعل. ويبين رسلان أنه كان قريبا من حي القاطرجي حيث يقطن عمران مع عائلته في الطابق الأول من أحد المباني، حين تعرض لغارة جوية. ويضيف كانت الساعة قرابة السابعة والربع مساء حين سمعت دوي غارة وتوجهت فورا إلى مكان القصف. ويتابع «كان الظلام قد حل لكنني رأيت مبنى تدمر بالكامل وقربه مبنى آخر مدمر جزئيا، في إشارة إلى المبنى الذي يوجد به منزل عائلة عمران». ويروي انتشل المسعفون في بادئ الأمر عمران ثم شقيقه (5 سنوات) وشقيقتيه (8 و11 عاما) وبعدها الأب والأم وجميعهم أحياء. وعندما وضعوا عمران داخل سيارة الإسعاف، كان تحت هول الصدمة لأن حائط الغرفة انهار عليه وعلى عائلته. وتعيد صورة عمران إلى الأذهان لناحية رمزيتها صورة الطفل إيلان الكردي اللاجئ السوري ذي الأعوام الثلاثة، الذي جرفته المياه بعد غرقه إلى أحد الشواطئ التركية، وتحولت صورته رمزا لمعاناة اللاجئين السوريين الهاربين في زوارق الموت باتجاه أوروبا.