أثارت صورة الطفل السوري عمران دقنيش الذي أُنقذ من تحت الأنقاض في حلب صدمة العالم وتصدرت صورته الصفحات الأولى في معظم الصحف البريطانية الصادرة الجمعة. كما تأثّر نشطاء وسياسيون أتراك بشكل كبير بمشاهد الطفل وهو في حالة صدمة حالت دون بكائه أو صراخه، في مشهد وصِف ب«رمز الدمار في سوريا». وأظهرت صورة الصبي، المصدوم والمنهك بينما يجلس على كرسي برتقالي اللون، داخل سيارة إسعاف، يغطيه الغبار، والدم باد على وجهه، الأهوال التي تتعرض لها المدينة التي تمزقها الحرب. وقال نائب رئيس الوزراء التركي السابق «يالجين أقدوغان» في تغريدة نشرها على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، «يا رب، بحرمة الطفلين السوريين أيلان وعمران أنزل على منطقتنا السلام والسكينة وانصر المظلومين ضد الظالمين». وفي الصفحة الرئيسية لصحيفة الغارديان كتب كريم شاهين مقالا من بيروت بعنوان «صورة طفل مصاب تصبح رمزا للرعب في سوريا». وقال مصطفى الصاروت الذي صور الفيديو الذي انتشر انتشارا واسعا للصحيفة «رأيت أطفالا كثيرين ينقذون وسط الأنقاض في الحرب، ولكن هذا الطفل ببراءته، لم يكن يدري ما يحدث». وأضاف: «صورت الكثير من الهجمات الجوية في حلب، ولكن وجهه كان يحمل الكثير». وفيديو إنقاذ الطفل عمران، الذي نشره مركز حلب الإعلامي، انتشر بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، واستغرقت عملية انتشاله من تحت الأنقاض حوالي ساعة. وقال مصور الفيديو، لCNN: «الحقيقة هي أن هذه الصور تتكرر بشكل يومي في حلب». وأضاف: «كل يوم نغطي المذابح وجرائم الحرب في حلب، عندما نذهب إلى الأماكن التي تعرضت للقصف، تعود طائرات النظام مجددا لقصف هؤلاء الذين يحاولون مساعدة ضحايا القصف الأول، يقتلون هؤلاء الذين يحاولون إنقاذ الناس». ولم تتمالك مذيعة CNN الأمريكية نفسها أثناء قراءتها خبر الطفل السوري عمران الذي أُنقذ من تحت الأنقاض في مدينة حلب التي تتعرض لقصف من قبل الطيران السوري والروسي، فدخلت في نوبة بكاء تأثراً بهذا المشهد الأليم. المذيعة قالت: «اليوم في أمريكا نصل نهاية الصيف وبينما الأطفال هنا يستمتعون بحرية الأيام الأخيرة من الصيف أو يذهبون إلى المدرسة لأول مرة نتحدث هنا عن أطفال خارقين نتحدث عن أماكن يلعب فيها الأطفال لكن في أماكن أخرى من العالم يموت الأطفال، ينجون من الموت».