في محاولة لإعادة استقراء التاريخ مجدداً، والوصول للآخر خارج إطار الآيدولوجيا التي فرضت نفسها أو حتى فرضها الآخر حسبما تشير كل من الكاتبة السعودية سالمة الموشي في روايتها «يهودية مخلّصة»، وليست مخلِصة كما يشاع، والكاتب السعودي حمد حميد الرشيدي في روايته «مجنون ليلى اليهودية»، كانت هذه الأعمال، يركز الكتاب على ضرورة التصالح مع الآخر والذات والحديث عن المسكوت عنه برؤية سردية بسيطة تارة وبرؤية عميقة تجلت بأحكام الرواية تارة أخرى. يعود سبب تسمية الرشيدي في روايته «مجنون ليلى اليهودية» إلى شخصية البطل الأساسية في الرواية ومواجهته لثقافات جديدة بعد سفره من وطنه الأم السعودية إلى مصر حتى جمعه لقاء، ولأول مرة في حياته في حرم الجامعة بليلى اليهودية «ليلى شالوم». عمل الرشيدي على محاكاة الحضارات بشكل واع مهتما بروح التاريخ العربي خارجاً من اللغة الجامدة وثوابتها العلمية الثقيلة. فيما ذهبت الموشي إلى شخصية فتاتين يهوديتين تعيشان (ثيمة) الألم، وإن كان لإحداهما النصيب الأكبر من ذلك، هي ترى أن الألم هو نوع من الخلاص للوصول إلى النجاة، إذ أن النفس البشرية تنجو بالألم - حسب وصفها- وحسب شخصية «هوشع» في روايتها والذي يعود اسمه العبري إلى معنى الخلاص. تدخل موشي القارئ في العالم اليهودي وتعرفه على دينه وطقوسه وشعبه، وتتحدث الموشي عن ما هو مسكوت عنه وعن إسقاطات كبيرة اجتماعية ودينية. شخصية اليهودية في رواية الموشي تعود إلى اليهود في الجزيرة العربية، تحديداً اليهود الأرثوذوكس وهم طبقة متشددة من اليهود، يتفق المؤلفان على أن حضور اليهود في أحداث نعيشها هو شيء طبيعي حتى أنه واقع في شخصية إبراهيم في رواية «مجنون ليلى اليهودية» الذي تزوج من ليلى اليهودية في مصر. طرق المؤلفان بالروايتين أبواب التاريخ وحضور اليهود فيها من خلال سرد علمي يعود إلى وقائع وجذور وثوابت بموازاة الرومانسية الحاضرة وبقوة مع هذا اليهودي.