أنجزت إيران الخطوة الأولى من مخططها الهادف للسيطرة المطلقة على العراق، والتي تمثلت بتحويل الحشد الشعبي إلى نسخة للحرس الثوري الإيراني، فيما تلقت السفارتان البريطانية والأمريكية في بغداد رسائل من قوى سياسية عراقية تحذر من خطورة ما تقوم به إيران في العراق، فيما تستعد هذه القوى لتقديم شكوى إلى الأممالمتحدة بهذا الخصوص، وفقا لما أبلغته ل «عكاظ» مصادر عراقية واسعة الاطلاع. أخطر ما حملته الرسائل التي سلمت للسفارتين البريطانية والأمريكية تمحور حول مخطط إيراني جديد وهو السيطرة على الجيش العراقي، ليكون تابعا للحرس الثوري وهي الخطة الثانية لمحمد علي جعفري قائد الحرس الثوري الإيراني. وتكشف الرسائل التي أبلغت «عكاظ» بخطوطها العريضة أن الجعفري طلب من رئيس الوزراء العراقي العبادي ووزير دفاعه خالد العبيدي دمج 10 آلاف عنصر من ميليشيات وفصائل الحشد الشعبي في الجيش العراقي ومنحهم رتبة ملازم ومساعد ضابط في الجيش، مما يؤكد أن إيران تسعى لإخضاع الجيش تحت سلطة الحرس الثوري. وتؤكد الرسائل أن ال 10 آلاف الذين تم دمجهم في الجيش ينتمون إلى ميليشيات ممولة ومرعية من إيران بشكل كامل، وبعضها من مدرسة المرشد الإيراني علي خامنئي الطائفية، التي تختلف بشكل كبير عن مرجعية المرجع العراقي علي السيستاني، لافتة إلى أن إيران وضعت خطة لتحويل العراق إلى دولة بوليسية، تدار من قبل منظومة أمنية على غرار الحرس الثوري، ويجري تأسيسها اعتمادا على مشروع ميليشيا الحشد الشعبي، التي وُلدت بفتوى دينية مزعومة وقالت الرسائل إن إيران تخطط لدمج الحشد الشعبي بالجيش في الظاهر، لكنها تريد في الحقيقة تسليم مؤسسة الجيش العراقي، عدة وأفرادا إلى الحشد الشعبي وقيادته، ليجري إعادة تصميمه وفق نهج طائفي. وقالت الرسائل إن بسبب وجود شخصيات مثل هادي العامري وأبو مهدي المهندس وقيس الخزعلي، وغيرهم على رأس الحشد الشعبي، وهم المعروفون بتبعيتهم المطلقة لإيران، فإن إيران ستضمن أن المنظومة الأمنية العراقية الجديدة تأتمر بأوامر المرشد في طهران. بالتالي سيتم ضبط إيقاع دوران العراق في الفلك الإيراني، وستضمن إيران مصالحها ونفوذها وسلطتها على العراق، من دون الحاجة حتى لإرسال قوات وعناصر إيرانية لممارسة التأثير على العراق. ولفتت إلى أن إيران ستحول العراق إلى نقطة انطلاق لتحقيق أهدافها الطائفية واستخدام الحشد الشعبي في عملياتها الإرهابية لفرض السيطرة المطلقة على العراق وسورية ولبنان، وهي الخطة التي يعمل الحرس الثوري الإيراني على تنفيذها.