تعززت أسواق النفط مع إعلان وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد الفالح في بيان في ساعة متأخرة من مساء (الخميس) الماضي أن منتجي النفط سيناقشون خلال اجتماع سيُعقد الشهر القادم في الجزائر تحركا محتملا لتحقيق استقرار أسعار النفط. فيما كشفت مصادر مطلعة بقطاع النفط أمس أن السعودية ستورد كميات النفط الخام المتعاقد عليها بالكامل لاثنين على الأقل من المشترين الآسيويين في سبتمبر القادم دون تغيير يذكر عن أغسطس الجاري. في حين خفضت إيران سعر البيع الرسمي لشحناتها من الخام الخفيف للمشترين الآسيويين إلى أدنى مستوى له منذ يناير الماضي لتنضم إلى منتجي الشرق الأوسط الذين خفضوا أسعار شحناتهم إلى المنطقة هذا الشهر في معركتهم على الحصة السوقية. وقال مصدر مطلع بالقطاع أمس (الجمعة): «إن سعر البيع الرسمي للخام الإيراني الخفيف بلغ متوسط أسعار خامي عمان ودبي لشهر سبتمبر القادم مخصوما منه 0.85 دولار للبرميل بانخفاض 1.30 دولار عن الشهر السابق». وعلى صعيد الأسعار، ارتفعت أسعار النفط في بداية التعاملات أمس لتواصل مكاسبها من الجلسة السابقة نتيجة توقعات بأن المصدرين قد يبحثون خلال اجتماع قادم سبل تعزيز سوق مازالت تلاحقها زيادة المعروض من النفط. وزادت أسعار التعاقدات الآجلة لخام برنت 16 سنتا أو 0.35 % إلى 46.20 دولار للبرميل، بارتفاع عن الإغلاق السابق وليس بعيدا عن أعلى مستوى شهري وصلت إليه في الجلسة السابقة وهو 46.30 دولار . وقفزت أسعار التعاقدات الآجلة لخام غرب تكساس الأمريكي الوسيط 22 سنتا أو 0.51 % إلى 43.71 دولار للبرميل عن آخر إغلاق لها. وسجلت أسعار النفط انخفاضا طفيفا أمس (الجمعة) لتظل قرب المستويات المرتفعة التي سجلتها أمس الأول بفعل محادثات محتملة بين المصدرين لبحث سبل دعم السوق التي ما زالت تعاني من وفرة المعروض من الخام. وانخفض سعر العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت 19 سنتا إلى 45.84 دولار للبرميل بعدما بلغ أعلى مستوى له في ثلاثة أسابيع في وقت سابق من الجلسة عند 46.66 دولار للبرميل. وبلغ سعر خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 43.41 دولار للبرميل بانخفاض قدره ثمانية سنتات بعدما لامس أعلى مستوى له منذ 25 يوليو الماضي عند 44.17 دولار للبرميل. وتلقت الأسعار دعما من توقعات نشرتها وكالة الطاقة الدولية بأن يتحسن التوازن بين العرض والطلب قرب نهاية العام. كما وجدت الأسعار دعما في حديث تجار عن انخفاض إنتاج الصين من الخام بنسبة 8.1 % في يوليو الماضي ليصل إلى أدنى مستوى في خمس سنوات عند 16.72 مليون طن؛ نظرا لأن ذلك يعني أن أكبر اقتصاد في آسيا مضطر لاستيراد المزيد من الخام. ورغم هبوط إنتاج الصين أكبر مستهلك للطاقة في العالم فإن الآثار الواقعة على السوق متباينة نظرا لأن صادراتها من المنتجات المكررة آخذة في الزيادة. من ناحية ثانية، كشفت مصادر بقطاع الطاقة أن شركة إيني الإيطالية تجري مفاوضات مع شركات نفط من بينها «لوك أويل» و «إكسون موبيل» و «توتال وبي.بي»، بشأن بيع حصة لا تقل عن 20 % في حقلها العملاق للغاز في مصر. وقال الرئيس التنفيذي كلاوديو ديسكالزي لإيني: «إن أي اتفاق بشأن حقل ظهر سيتعين أن ينتظر حتى العام القادم عندما يبدأ الإنتاج».