لن أستهل مقالتي بذكر ما في التراث من أسوة حسنة لتبرير مشاركة المرأة السعودية في أولمبياد ريو دي جانيرو 2016، ولن أختلق قصصا واهية عن الجدات اللاتي كن يقمن بحركات بهلوانية ورياضية، فيقفزن من فوق الإبل الباركة، ويتعلقن بالسواني لأقنع جمعا - همه الاعتراض- بأهمية تلك المشاركة، فهي ليست المرة الأولى - لمن لا يعرف- بل هي المرة الثانية، أما الأولى فكانت في أولمبياد لندن 2012، عندما شاركت العداءة السعودية سارة عطار، ولم يحالفها الحظ، ومع ذلك لم يثنها عزمها عن المشاركة في أولمبياد ريو دي جانيرو. من الحماقة أن تسترضي قريبا أو صديقا يتفنن في الاعتراض على كل شيء، فلا يعجبه العجب، ويقف خلف الصف معترضا طالبا ممن حوله أن يحذو حذوه فهذا العجب-برأيه- يمس الدين وبالتالي الأخلاق والكرامة وكل الصفات النبيلة التي يدبجها في خطابات اعتراضه، أو مقالاته التي تُنشر في مواقع إلكترونية مغمورة أو صحف تسترضي. الاسترضاء فن يجيده الخائف، أو ممن يستحلي الوقوع في الخطأ، فيخطئ ويسترضي، ثم يخطئ ويسترضي ... وهكذا .. إنها حالة نفسية تحتاج إلى علاج سريع، لذا لا تليق بالقياديين في مواقعهم، ولا تليق بالمستقبل القادم. المرأة السعودية -اليوم- لا تشارك في الأولمبياد لتحصل على اللياقة البدنية التي تساعدها في أعمال المنزل أو تخفف وزنها مثلا لتتجنب مرض السكري، بل تشارك لتفوز وتكون الأقوى في مجالها الرياضي.. لتكون أسرع عداءة في العالم، أو أقوى مبارزة، فترفع علم بلدها عاليا على المستوى الرياضي، وليس عاليا على مستوى تغريدات تويتر المعترضة التي بضغطة زر من جاك دورسي تتهاوى كل إنجازاتهم الخارقة! كان بودي أن استهل مقالتي بذكر نوال المتوكل العداءة المغربية التي حصلت على الميدالية الذهبية في سباق 400 متر حواجز في دورة الألعاب الأولمبية، لوس أنجلوس، 1984. لم يكن أحد من أبناء جلدتها ينظر في مفاتنها، وهي تسابق الريح وتطوي الحواجز أسرع من كل قريناتها لتكون في ذلك العام أسرع عداءة في العالم، بل كانت قلوبهم معلقة بذلك النصر الذهبي، لكن جميل أن تكون الذكرى نهاية المطاف. للسعوديات المشاركات في أولمبياد ريو دي جانيرو .. شبيهات الريح الحقيقية، وليست الريح الغزلية.. لهن أمنياتي الصادقة بالفوز، إن لم يكن في هذه الدورة ففي دورات أخرى لابد.. لابد أن يحصدن الذهب.