تزحف الخدمات التنموية في الجش (جنوب غرب القطيف) ببطء لا يواكب الكثافة السكانية التي تشهدها البلدة، وثمة بون شاسع بين طرفي المعادلة، إذ ترجح كفة النمو الديموغرافي على حساب المشاريع التي أصابها الجمود منذ سنوات عدة، وباتت عاجزة عن تلبية الحاجة المتزايدة لعشرة آلاف نسمة يعيشون في البلدة التي تمتلك تاريخا عريقا يعود إلى العصر العباسي الثاني. ويشخص سكان القرية التي تعد البوابة الغربية للقطيف، مشكلة مشاريعهم ب«متلازمة توقف النمو»، بعد أن تجاوزها التطوير، فتهالكت شبكة الصرف الصحي بتقادم الزمن، وأصبحت لا تغطي أجزاء واسعة من الجش التي تضاعفت مساحتها وزاد سكانها في غضون بضع سنين، فضلا عن أن سعة خزان المياه أضحت لا تفي بالغرض. سكان البلدة الزراعية يطالبون الجهات المختصة بالتحرك لرفدهم بالمشاريع التعليمية والصحية وصيانة الطرق بتعبيدها ورصفها وإنارتها، وتأسيس مكتبة عامة لرفع مستوى الوعي بين الشباب، إضافة إلى تزويدهم بخدمة البريد المركزي. وشكا منصور أحمد حسين من افتقاد بلدة الجش لمدرستين للمرحلة الابتدائية للبنين والبنات في الأراضي المخصصة بالمخطط 3/693، مشيرا إلى أن الطلاب يقطعون مسافات طويلة يوميا للدارسة في المناطق المجاورة، ما يرهقهم جسديا ونفسيا ويرهق ذويهم ماديا، محذرا من بقاء مباني مدارس البنات الابتدائية والمتوسطة والثانوية الأولى، مهجورة منذ سنين، مشددا على أهمية إزالتها سريعا بعد أن تحولت إلى مأوى لضعاف النفوس واللصوص ومخالفي الأنظمة. واعتبر إنشاء مكتبة عامة في الجش بات أمرا ملحا في الوقت الراهن، لما تمثله من أهمية لرفع مستوى الوعي لدى الجيل الشاب، داعيا إلى تخصيص موارد مالية مناسبة للشروع في إنشاء مبنى روضة نموذجية. ورأى أحمد العبدالمحسن أن الطريق الزراعي الممتد من بلدة الجش إلى ملاعب نادي الهداية الرياضي، مرورا بمشروع التحسين الزراعي إلى طريق عنك؛ بحاجة لصيانة ورصف وسفلتة وإنارة، لافتا إلى أن شوارع بلدة الجش متهالكة وبحاجة إلى السفلتة والإنارة، خصوصا في الأحياء الجديدة التي لم يصلها التيار كالبندراني. وأفاد العبدالمحسن أن رئيس بلدية القطيف المهندس زياد مغربل وعد بتنفيذ المشروع منذ ستة اشهر، وما زالوا يترقبون الشروع فيه، مطالبا بصيانة الإنارة القديمة وإنشاء الحدائق الواقعة في مخطط رقم 3/422/ ب،ج وتسوير مقبرة زعفرانة الواقعة بجوار مطبخ الجش. وبين عبدالله المحفوظ أنهم يعانون من توقف الشبكة الرئيسية لخزان مياه المصلحة، مشددا على أهمية تزويدهم بالماء، وإعادة تأهيل شبكة الصرف الصحي في الأحياء القديمة، بعد أن تهالكت وباتت لا تؤدي العمل على الوجه المطلوب. وقال المحفوظ: «تهالكت شبكة الصرف الصحي في الجش بتقادم الزمن، وبات الأمر يتطلب تخصيص ميزانية كافية لتجديدها، وتطويرها لتستوعب التوسع العمراني المتزايد في البلدة»، مشددا على ضرورة إنشاء شبكة الصرف الصحي للأحياء الجديدة و منها مخطط 3/422 أ الواقع شرق إسكان القطيف مع ربط الشبكة القديمة بالخط الرئيسي. وذكر المحفوظ أن المخططات الجديدة تفتقر لشبكة الصرف الصحي، وذلك ينعكس سلبا على العمر الافتراضي للمنازل. وانتقد عبدالله المهنا افتقاد مخطط 3/422 ج لمركز صحي، ما أجبر الأهالي على الانتقال إلى الأحياء الأخرى بحثا عن علاج، مشددا على أهمية تأسيس مركز يقدم الخدمات الطبية للمرضى في المخطط. ودعا المهنا إلى تزويد الجش بخدمة البريد المركزي، لافتا إلى أن اعتماد الأهالي على وسائل التواصل الاجتماعي والشبكة العنكبوتية، لا يغنيهم عن البريد لنقل الطرود والرسائل المختلفة، داعيا لتخصيص ميزانية لإنشاء بريد مركزي في الأرض المخصصة له في حي الإسكان. وطالب بالعمل على تنفيذ الشارع العام في الجش الذي يعتبر شريان البلدة، ويختصر المسافات فيها، لافتا إلى أن بلدة الجش كغيرها من القرى التابعة لمحافظة القطيف، شهدت خلال العقود الماضية توسعا في النطاق العمراني وزيادة في عدد السكان، إلا أنه لم يواكبها تطور في الخدمات المقدمة لهم. ولفت إلى أن النمو البشري المتواصل أثر سلبا على الخدمات المخصصة لهم، وبات الأمر يفرض توفير خدمات تعليمية وصحية وتنموية تواكب الزيادة السكانية المطردة.