حينما أعلنت اللجنة الأوليمبية الدولية في مارس من هذا العام أنه سيكون هناك فريق من اللاجئين سيشارك في الألعاب الأوليمبية لهذا العام في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية بدا وكأنها تبعث «برسالة أمل لجميع اللاجئين في العالم ومن بينهم يسرا مارديني السباحة السورية الشابة التي فرت من جحيم الحرب في بلادها على قارب نجاة وبين أضلعها حلم أقرب للمحال». وعندما ألحقت اللجنة قرارها بقائمة اللاجئين المرشحين للمشاركة في أولمبياد ريو، ومن بينهم يسرا كانت الفرحة أكبر من قدرة السباحة التي انتهى بها المطاف في أحد معسكرات اللاجئين في ألمانيا، وفجأة تحولت إلى محط اهتمام كبير من جانب الصحفيين ووسائل الإعلام من اليابان والولايات المتحدة وأنحاء أوروبا وانهالت طلبات المقابلة إلى حد أن مدربها الألماني اضطر لوضع هاتفه على خدمة مشغول. وبعفوية شديدة تقول يسرا، بأن الاهتمام بها وبمشاركتها في الأولمبياد كان أمرا يصعب عليها تصديقه، وإن كانت أكدت بأنها لا تخشى الضغوطات الناتجة عن هذا الوضع الجديد «أريد أن أكون مصدر إلهام للجميع. وأن أساعد اللاجئين». قبل شهرين من انطلاق ألعاب ريودي جانيرو ، كانت يسرا على وشك أن تفض رسالة وصلتها بالبريد الإلكتروني من اللجنة الأولمبية الدولية، وبدأ القلق يأكل قلبها، وتساءلت هل هي فرصة العمر أم أن الحلم الوليد سيتحطم؟ وتنقر بتوجس على الرسالة وتقرأها لتجد خبر اختيارها ضمن فريق اللاجئين المشاركين في الأولمبياد فتنفجر بالبكاء من شدة الفرح. تقول يسرا «الأرض لا تكاد تسعني من السعادة. هاهو الحلم البعيد يتحقق، الأولمبياد أصبح كل شيء بالنسبة لي، إنه فرصة الحياة». المدرب الألماني هو الآخر سعيد ويقول عن مارديني «إنها شديدة التركيز، أما والدها الذي يعيش معها حاليا في برلين وباقي أفراد الأسرة، فيؤكد في زهو بأن ابنته تمثل حلمه في عالم السباحة».