لم يعد سكان «أم السباع» الواقع جنوبالطائف يبحثون عن الخدمات التنموية الأساسية التي يفتقدها حيهم منذ تأسيسه قبل نحو ثلاثة عقود، بل باتوا يناشدون الجهات المختصة خصوصا أمانة المحافظة بالتدخل، لإنهاء معاناتهم من الملوثات التي تكالبت عليهم من كل جانب، إذ انتشرت النفايات في أروقته، كما أن الأمراض التنفسية تفشت بينهم بسبب ما تصدر لهم كسارة صخور من غبار وأتربة، فضلا عن أن سوق المواشي والأعلاف تتسبب بتلوث بصري وبيئي في الحي. ويستغرب سكان أم السباع مما اعتبروه التجاهل والتهميش الذي يعانيه حيهم رغم أنه يعتبر المدخل الجنوبي لمدينة الورد، فضلا عن احتضانه متحف الشريف التاريخي الذي يحظى بإقبال كثيف من سكان المملكة ودول الخليج لما يحتويه من قطع أثرية وتحف ثمينة. وبين ياسر العتيبي أن فرحتهم بنبأ نقل سوق الماشية والأعلاف من حيهم وئدت في المهد، إذ لا تزال السوق تصدر لهم الروائح الكريهة، إضافة إلى التلوث الذي يطغى على الحي من خلال بيع الفحم والحطب، متمنيا نقل السوق وإنهاء المعاناة التي يعيشونها. وشكا عبدالرحمن الظافري من وجود كسارة في أم السباع تسببت في تلويث الجو بالغبار المتصاعد منها، إضافة إلى أن الشاحنات المحملة بأكياس الأسمنت لوثت أجواء الحي بالأتربة. وانتقد إهمال أمانة الطائف للحي وتدني مستوى الإصحاح البيئي فيه، مشيرا إلى أن الزائر له يصطدم بتراكم النفايات وانتشار السيارات الخربة والمعدات التالفة، لافتا إلى أن بعضها لم يتحرك من موقعه منذ أكثر من 15 عاما. وذكر نواف الروقي أن شوارع أم السباع متهالكة ومهملة دون رصف، وتحولت الأشجار المعمرة فيها إلى بيئة مناسبة للزواحف والحشرات الخطرة، مستغربا التجاهل الذي يعانيه الحي رغم أنه مدخل الطائفالجنوبي. وحذر حسن النفيعي من الخطر الذي يتربص بالعابرين في مدخل الحي الجنوبي، إذ تنتشر الحفر، فضلا عن ضيق الطريق وانتشار الحواجز الخرسانية فيه، ملمحا إلى أن الموقع تحول إلى ساحة للحوادث القاتلة، مشددا على أهمية وجود الأجهزة الأمنية لضبط الوضع فيه. وتذمر عوض العكش من انتشار مياه الصرف الصحي في الحي، وتحولها إلى بؤر للأوبئة والحشرات والروائح الكريهة، مطالبا أمانة الطائف بالنظر باهتمام لمعاناة الأهالي في أم السباع، الذي يرزح تحت وطأة الأهمال منذ 30 عاما -على حد قوله-.