يرفض المرضى خصوصا النساء في محافظة بدر (150 كيلومترا غرب المدينةالمنورة) زيارة المستشفى العام في المحافظة، لأنهم يجزمون بأنهم سيعودون منه كما ذهبوا إليه وربما أسوأ، في ظل النقص الحاد الذي يعانيه المستشفى في الأجهزة والكوادر الطبية. وانتقد كثير من النساء في «بدر» اكتفاء قسم الولادة بطبيب وطبيبة فقط، لمباشرة الحالات الكثيفة التي تصل إلى المستشفى الذي يخدم أكثر من 70 ألف نسمة موزعين على 10 مراكز في المحافظة. ويناشد أهالي بدر وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة، النظر إلى معاناة أهالي المحافظة باهتمام، مشيرين إلى أن انتقال المرضى لتلقي العلاج في مستشفيات المدينةالمنورة يضاعف معاناتهم ويفاقم آلامهم، خصوصا أنهم يضطرون لخوض رحلات يومية تزيد على 300 كيلومتر ذهابا وإيابا لبلوغ المراكز الصحية في المدينة، ما يجعل كثيرات ممن يعانين من آلام المخاض يلقين بحملهن خلال تلك الرحلة الخطرة. وذكرت سارة الصبحي أن مستشفى بدر العام عاجز عن استقبال الحالات من كافة مراكز المحافظة، وهي المسيجيد، الواسطة، القاحة، الرايس، بئر الروحاء، الشفيه، طاشا، أم البرك، الحسينية والفارعة. وتمنت الصبحي أن ينظر وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة في معاناة أهالي بدر باهتمام ويدعم المستشفى بكوادر طبية وأجهزة كافية، تواكب الكثافة السكانية في المحافظة، لافتة إلى أن افتقاد النساء خصوصا الحوامل للرعاية الصحية المطلوبة في المحافظة، ضاعف من معاناتهن، وأدخلهن في رحلات شاقة وخطرة تهددهن بالموت. وأفادت فاطمة الصبحي أن غالبية النساء في بدر لا يستطعن الذهاب إلى مستشفيات المدينةالمنورة، بسبب بعد المسافة، إضافة إلى عدم وجود من يوصلهن إليها، مشيرة إلى أن بعضهن تجبرهن الظروف على زيارة مستشفيات الهيئة الملكية في ينبع، التي تبعد عنهن 80 كيلومترا، رغم أسعار خدماتها المرتفعة المقدمة للولادة الطبيعية أو القيصرية.