ينحدر من عائلة كردية رافق رجب طيب أردوغان منذ أن كان رئيسا لبلدية إسطنبول، وتأسيسه لحزب «العدالة والتنمية» عام 2001، وكان مستشارا له، وموضع ثقته طوال مدة حكمه، اختاره أردوغان لرئاسة حزب «العدالة والتنمية» الحاكم خلفا لرئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو، قبل أن يتسلم رئاسة الحكومة. يجلس الكردي بن علي يلدريم في أكثر المواقع التركية قوة وبصلاحيات تنفيذية، واسعة فهو رئيس الحزب ورئيس الوزراء والصديق المقرب من أردوغان، الذي يبدو يمسك بخيوط اللعبة السياسية والعسكرية في تركيا، متجاوزا بذلك تخصصه في الهندسة والملاحة البحرية، إذ تولى الرجل مناصب عدة طيلة فترة حكم حزب العدالة والتنمية. يلدريم الهادىء والسياسي الأنيق صعد نجمه أكثر من السابق في الأيام التي أعقبت فشل الانقلاب العسكري، وامتدت شعبيته من إسطنبول التي يمثلها في مجلس النواب إلى أرجاء البلاد فقد تحدث الرجل بلغة، ولهجة أردوغان ما سجل له نجاحا سياسيا، بعد أن حقق النجاح التقني عندما كان يشرف على مشاريع البنى التحتية التي أكسبت أردوغان شعبية كبيرة. عرف عن يلدريم حنكته الهادئة، فعندما كان وزيرا للمواصلات تعرض لحملة إعلامية كبيرة بسبب وضعه الاتصالات الهاتفية تحت الرقابة الحكومية وهي حملة نجح في إيقافها عندما رد على الحملة بقوله: «إذا كنت لا تفعل أي شيء غير قانوني، فلا تقلق من التنصت»وكان وفاؤه لأردوغان وصداقته القديمة معه، ونجاحاته في أكثر من مجال، من العوامل التي جعلته يوصف بأنه اليد اليمنى لأردوغان. لم تجد المعارضة التركية أي ممسك على الكردي يلدريم غير تهمة «التمييز الجنسي» حاولت استغلالها متهمة إياه رفضه الالتحاق بجامعة بوغازيجي في شبابه، والسبب يعود إلى أنه «رأى الفتيان والفتيات يجلسون ويتحدثون معا في ساحة الجامعة»، ووجد أن «الاختلاط بين الجنسين غير مقبول». يلدريم برز في مرحلة ما بعد الانقلاب الفاشل، مجددا التأكيد على مواصلة تركيا حربها ضد حزب العمال الكردستاني، والدولة الموازية.