أعلنت اللجنة المركزية لحزب العدالة والتنمية إثر اجتماعها بكامل أعضائها ترشيح المهندس البحري بن علي يلديريم مرشحًا وحيدًا لرئاسة الحزب وخلافة البروفيسور أحمد داؤود أوغلو الذي أعلن قبل أسابيع عن عدم رغبته في المنافسة في انتخابات رئاسة حزب العدالة والتنمية في اجتماعها الاستثنائي العام الذي عقد في يوم الأحد الثاني والعشرين من شهر مايو الجاري.. وقد أعلن الناطق باسم الحزب السيد علي جيليك بأن وزير النقل المهندس بن علي يلديريم تم تسميته مرشحًا وحيدًا لرئاسة الحزب باتفاق كل أعضاء اللجنة المركزية في اجتماعها الذي دام خمسين دقيقة وسيتم عرض الترشيح على المؤتمر العام للتصويت عليه من اللجان الفرعية للمحافظات وبعدها يتولى المهندس يلديريم رئاسة الحزب والبدء في مشاوراته لتأليف الوزارة الجديدة الذي يتولى هذا المنصب التنفيذي لأول مرة خلفًا لداؤود أوغلو.... المهندس بن علي يلديريم ينحدر من عائلة كردية معروفة في منطقة أرزنجان في الشمال الشرقي من تركيا ويمثل الطبقة التكنوقراط في حكومة داؤود أوغلو الحالية وقد شغل وزارة النقل لأربع دورات وزارية وذو خبرة واسعة في العمل التنفيذي والسياسي تخرج من كلية العلوم البحرية بجامعة إسطنبول التقنية ونال شهادة الدكتوراه التخصصية (دكتوراه أبحاث) عام 1991م من منظمة الملاحة البحرية الدولية التابعة لأمم المتحدة... تربطه علاقة صداقة قديمة بالرئيس أردوغان منذ توليه رئاسة بلدية إسطنبول الكبرى وكان يلدريم رئيسًا لمصلحة صناعة السفن ويتميز بإجادته للغة الإنجليزية والفرنسية والتركية والكردية... أشرف شخصيًا على إنشاء خط قطار مرمراي الذي يمر بنفق تحت مياه مضيق البوسفور وأيضًا تكملة الجسر المعلق الثالث الذي يربط آسيا بأوروبا الذي أطلق عليه اسم السلطان سليم ونفذت وزارته أثني عشر خطًا بريًا دوليًا يربط تركيا بجيرانها.. المهندس البحري يلدريم بدأ حياته السياسية مؤسسًا لحزب العدالة والتنمية مع الرئيس أردوغان ورفاقه عام 2001 وانتخب نائبًا لأول مرة في الانتخابات البرلمانية في العام الذي يلي تأسيس الحزب وظهور المفاجأة السياسية بفوز الحزب بالأغلبية البرلمانية وتشكيل الوزارة الأولى لحزب العدالة والتنمية برئاسة الرئيس السابق عبدالله كول. وحمل يلديريم حقيبة وزارة النقل فيها.. وبرز بن علي يلدريم في حزب العدالة والتنمية وفي الحياة السياسية أيضًا بترشيحه في منطقة أزمير المغلقة تمامًلحزب الشعب الجمهوري المعارض وفاز بأغلبية عالية من الأصوات ووضع بصمة سياسية لحزبه في منطقة أزمير كان من أشد المنافسين للبروفيسور داؤود أوغلو على رئاسة الحزب في الانتخابات التي جرت في أغسطس2015م وحين إعلان خسارته في تلك الانتخابات توقع الإعلام التركي بأنه سيترك العمل السياسي ويقدم استقالته إلا أنه عقد مؤتمرًا صحفيًا إثر إعلان فوز الرئيس داؤود أوغلو أعلن من خلاله تهنئته للرئيس الجديد داؤود اوغلو وأكَّد التزامه بأهداف ومبادئ حزب العدالة والتنمية وأنه ليس من الذين يسعون للمناصب وبين أنه مستمر في العمل السياسي مع الرئيس الجديد لإكمال مسيرة التقدم وخدمة الشعب التركي الذي سلمنا مسؤولية الحكم عام 2002م علاقته المتميزة بالرئيس أردوغان ستسهل عليه التوافق بالقرارات المصيرية التي يتبناها حزب العدالة والتنمية وعلى رأسها اختيار النظام الرئاسي للحكم وتغيير الدستور وتهيئة الشعب للتصويت بنعم على الاستفتاء العام الذي سيعرض على المواطنين العام القادم وتصفه المعارضة السياسية باليد اليمنى للرئيس أردوغان! كانت الأحزاب والمنظمات التي تتبع النهج الكمالي الليبرالي توجه انتقادات مستمرة للدكتور بن علي يلديريم بتمسكه بالدعوة للحجاب وعدم الاختلاط في المعاهد والجامعات التركية ورد على ادعاءتهم بأنه ينادي بحرية المواطن التركي باختيار الحياة الملائمة لمعتقداته الدينية والفكرية ودافع عن قرار وزارته بوضع التنصت التلفوني لمصلحة الأمن الوطني بقوله: (إن المواطن الصالح وغير المتورط بعمل معارض للقانون لا يخشى التنصت التلفوني والمصلحة العامة لا تتعارض مع حقوق الإِنسان) يوم الأحد الثاني والعشرون من مايو الحالي سيصوت المؤتمر الاستثنائي لحزب العدالة والتنمية التركي لاختيار رئيسه الجديد بن علي يلديريم (بالتزكية) دون منافس وتتوقع الأوساط السياسية والإعلامية بأن التصويت سيكون عاديًا ويمرر انتخاب الرئيس دون معارضة مرتقبة.. والانسجام في الرؤى السياسية والاقتصادية بين أردوغان ويلدريم منسجمة تمامًا وبين ذلك تصريح يلديريم حين إبلاغه ترشيحه من قبل اللجنة المركزية للحزب الحاكم حيث قال: (سنبذل ما بوسعنا من جهود وسنعمل في انسجام تام كفريق واحد مع مؤسس حزبنا ورئيس جمهوريتنا رجب طيب أردوغان من أجل الوصول لرفاه شعبنا وتحقيق العدالة والسلام. عهد الرئيس المرشح يلدريم يمثل مرحلة انتقالية في تغيير نظام الحكم في تركيا وقد يكون آخر عهود النظام البرلماني وبداية العهد الرئاسي وبدستور جديد وهذا ما يهدف له الرئيس رجب طيب أردوغان فهل يتحقق الهدف هذا بعهد زميل نضاله والمسمى من قبل الإعلام التركي بمهندس الأشغال الاستراتيجية بن علي يلديريم...