ليس مفاجئا أن تظهر الصفحات ال 28 المحجوبة من تحقيقات أحداث 11 سبتمر براءة السعودية من أي ارتباط بتخطيط وتنفيذ ودعم الهجمات الإرهابية التي نفذت في نيويورك وواشنطن، فعلى مدى سنوات كرر مسؤولون أمريكيون نفي وجود أي أدلة في تلك الصفحات على تورط أي مسؤولين سعوديين في دعم وتمويل وتنفيذ العملية التي نفذها تنظيم القاعدة! كما أن مدير الاستخبارات الأمريكية السابق أوضح ذلك في مقابلة تلفزيونية، لكن سرية محتوى الصفحات منحت الفرصة لوسائل إعلامية ومراكز سياسية أمريكية لإثارة الشكوك حول مثل هذا الدور المزعوم، بينما استغلتها مؤسسات محسوبة على إيران لترويج الاتهامات ضد المملكة وخلق مناخ رأي عام ضاغط ومناهض للسعودية في الولاياتالمتحدةالأمريكية! اليوم يسقط نشر الصفحات المحجوبة من التحقيقات أسلحة كثيرة وجهت للتصويب تجاه المملكة، لكن الضرر الذي لحق بصورة المملكة خلال السنوات الماضية يجب استثماره إيجابيا في استخلاص العبر في الكيفية التي تمت بها مواجهة تلك الأزمة سياسيا وإعلاميا وقانونيا، كما أن الذين تعمدوا توجيه الاتهامات للمملكة دون سند أو دليل يجب أن يلاحقوا قضائيا في محاكم دولهم، فلا شيء يؤدب الوسائل الإعلامية والمؤسسات البحثية السياسية والإعلاميين مثل عقوبات التعويضات المالية! لقد تعرضت المملكة للإساءات وتم ابتزازها إعلاميا وسياسيا بسبب محاولة ربطها بأحداث 11 سبتمبر الإرهابية، بينما يؤكد الواقع أنها أكثر الدول تضررا من الإرهاب!