يثير التقرير الذي اصدره الكونغرس بشأن احداث 11 سبتمبر علامات استفهام كبيرة خصوصا فيما يتعلق بالصفحات المحجوبة في التقرير والتي ورد فيها اسم المملكة فلا يمكن بأي حال من الاحوال التعويل على هذه الصفحات مادامت لم تعرض على الرأي العام لاسباب في تقديرنا تصب اخيرا في صراع النفوذ داخل اطراف الادارة الامريكية، وادراج تبني بعض اعضاء الكونغرس الهجوم على المملكة استنادا لهذه الصفحات المحجوبة يأتي من باب المنافسة بين الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري في داخل الولاياتالمتحدة. لعل تصريحات سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز وكذلك سمو الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية وسمو الأمير بندر بن سلطان سفيرنا في واشنطن جاءت لتضع النقاط على الحروف فالمملكة كدولة وحكومة لايمكن ان توضح رأيها في المسألة دون ان يكون هناك رأي رسمي تتبناه الادارة الامريكية ومن هذا المنطلق يمكن اعتبار التقرير وماورد فيه مجرد اتهامات غير موثقة وناقصة المصداقية. من المتعارف عليه ان المملكة هي من اولى الدول التي استهدفها الارهاب وعانت منه بل هي من اولى الدول التي اتخذت اجراءات احترازية وعملية للقضاء على الظاهرة ولعل المواجهات الامنية التي استشهد فيها عدد من رجال الامن مع الارهابيين خير د ليل على جدية المملكة في القضاء على الظاهرة في مجتمعنا لكن ما يحدث في اروقة الكونغرس الامريكي يتخذ طابعا واهدافا مختلفة تصب في باب الانانية السياسية بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي.. لذلك نقول بوضوح وجدية للكونغرس الامريكي ان المملكة كدولة ذات كيان لايمكن ان تقبل ان تكون ضحية لصراعات داخلية امريكية من اجل السلطة وكل ما نطلبه كحكومة وشعب هو نشر تلك الصفحات ليأتي ردنا واضحا ودقيقا وحتى يشهد الرأي العام الامريكي والسعودي اننا لسنا بصدد الدخول في معارك مجانية ذات اهداف سياسية شخصية وحتى تكون ردودنا في موقعها الصحيح وذات مسئولية اخلاقية سياسية وادبية لاتلبس معطف النفاق السياسي وهو السائد في الصراع بين اركان الادارة الامريكية والكونغرس الامريكي.