هل يعقل ما تعرض له نادي الاتحاد في أعقاب أحدث أحداث فصول المآسي، التي ظلت تؤجج وتزلزل استقرار هذا الكيان الرياضي الأقدم والأعرق والأكثر تشريفاً لكرة القدم السعودية، ليس على مستوى مختلف المنافسات المحلية فحسب، بل على المستوى القاري أيضاً، وهل يعقل بهذا «التاريخ» الذي يشارف على «القرن» أن يتحول خلال المواسم الثلاثة الأخيرة إلى «ماراثون» من التحقيقات ولجانها المكلفة من قِبل المرجعية الرياضية المباشرة، ممثلة في الرئاسة العامة لرعاية الشباب سابقاً، والهيئة العامة للرياضة حالياً، دون الوصول إلى حل ناجع ينصف هذا «الكيان الضحية»، ويجسد صرامة المرجعية، وعدم قبولها بأي مساس يعرض الكيانات التي تقع تحت مظلتها للعبث؟! ففي نهاية كل فصل من فصول ماراثون التحقيقات، يتم التوصل إلى مواطن الخلل والإخلال، ويتم أيضاً تحديد مقترفي «العبث» بحق مقدرات هذا الكيان الرياضي «التاريخ»، الذي لم يكن سيصل إلى هذا المصير المجحف لولا «عوار احترافنا»، لكن ما الذي يتم اتخاذه من قبل المرجعية الرياضية، بعد أن تصل لجنتها المكلفة بالتحقيقات وتقصي الحقائق إلى تلك الحقائق الدامغة؟! في نهاية أول فصول التحقيقات، لم تقصر المرجعية الرياضية السابقة، فجاءت إدارة إبراهيم البلوي لرئاسة النادي بعد «كوارث» الإدارة السابقة، إلا أنها تركت مسؤولية ملاحقة ملف تلك الكوارث المالية المهولة التي خلفتها الإدارة السابقة على إدارة إبراهيم البلوي!. فهل يوجد في غير «احترافنا» أن تسند إليه رئاسة أي نادٍ، عليه أن يتحمل إلى جانب مسؤوليات النادي الآنية والمستقبلية، تحمل مسؤولية تخليص النادي من كوارث الإدارة السابقة التي غادرت المشهد «برداً وسلاماً»؟!. أندية «محترفة» تحت مظلة حكومية تدار بإدارات متطوعة، فإذا ما أخفقت هذه الإدارة وأودت بالنادي إلى «الهاوية»، فأقصى ما تفعله المرجعية الرياضية هو تشكيل لجان وتحقيقات، وبعد أن يكتمل الملف المثقل بالتجاوزات والقضايا تغادر الإدارة المتسببة في كل هذا، ويُزف كرسي الرئاسة لآخر، ومع الكرسي أزمات ممن سبقه، فإن لم يستطع أو ضاعف من الأزمات تُتخذ «نفس الإجراءات» ثم يغادر «معززاً» مثل من سبقه، وملف الأزمات «المتورم» يجير مع كرسي الرئاسة لرئيس النادي «الموعود» وهكذا دواليك!!. فما ذنب هذا النادي الذي تٌوج تاريخه المرصع بالأمجاد بشرف لقب «نادي الوطن»،،، من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يرحمه الله، حين يُضمن هذا التاريخ ما يتنافى مع عراقة نادي الوطن، وخاصة «مسلسل مزاد كرسي الرئاسة» الذي تزامن مع المسلسلات الرمضانية، ولو أن المرجعية الرياضية أوقفت مثل هذه التجاوزات وهي في مهدها لما تحولت إلى أزمات، ومن ثم تحولت إلى كوارث، ومن الأولى بملاحقة تجاوزات أي إدارة نادٍ سابقة، وما ذنب أي مرشح جديد لرئاسة النادي في مطاردة ومحاسبة من سبقه، وهل ستقوم لأنديتنا قائمة بهذا الحال؟! والله من وراء القصد. تأمل: قال تعالى: (ولا تزر وازرة وزر أخرى) سورة الزمر آية 7 فاكس: 6923348