«ستبقى جماهير الاتحاد مظلومة، لأن الأوضاع داخل النادي لا يمكن أن تسير إلى الأفضل، في ظل تطبيق سياسة القطب الواحد، وتجاهل من خدموا الكيان طوال تاريخه». بهذه الكلمات تحدث رمز اتحادي طالما تغنت الجماهير بأعماله ووقفاته، التي أنقذت العميد من السقوط في الحفر، وساعدته على تجاوز الصعاب بهدوء وبعيدا عن البهرجة الإعلامية. يقول الرمز الاتحادي الذي اختفى فجأة دون مقدمات، إن ظروفه لا تساعده على العودة للعمل في المجال الرياضي، وتحديدا من خلال نادي الاتحاد، الذي يرى أنه يعاني من أزمات مالية، وفوضى إدارية، وسيطرة غير مسبوقة على مفاصل القرار، دون استشارة أعضاء شرف فضلوا أيضا الابتعاد في ظل تجاهل الإدارة الحالية لتاريخهم المشرف والمرصع بالمواقف المشرفة. ويضيف: «يتم تجاهل إبراهيم أفندي، وأحمد مسعود، وحسن جمجوم، وأمين أبو الحسن، وطلعت لامي، وإبراهيم علوان، وأبو الحسن وغيرهم، وإن تذكروهم فدعوة رمضانية لتطييب الخواطر، لا يحضرها من يدركون المغزى من هذه الدعوة، على أنها (لعب عيال)». ويؤكد أن الأزمة المالية التي يمر بها نادي الاتحاد «مدمرة»، مشيرا إلى أن لا أحد يستطيع أن يتقدم لرئاسة النادي، ما يعني أن إبراهيم البلوي الذي لم يوفق في تحقيق البطولات التي ترضي الجماهير الاتحادية سيبقى على كرسي الرئاسة، وإن ادعى «إعلاميا» رغبته في الرحيل، وإتاحة الفرصة للآخرين ليقدموا ما لديهم. ويشير الرمز الاتحادي، إلى أن سياسة «المداراة» أثبتت فشلها في الاتحاد، بدليل أن أخطاء «كوارثية» ارتكبها بعض اللاعبين، وفي أوقات صعبة، لم تقابل بالحزم الإداري المعتاد قبل سنوات، فكانت النتيجة خيبة أمل اتحادية، ذاقت مرارتها الجماهير الصابرة، التي تجامل أحيانا، وتخدع أحيانا أخرى بوعود تدغدغ مشاعرها، وتستغل عفويتها، وتمسكها بقشة لعل القادم يكون أفضل من الماضي، فيأتي الفرج ببطولة تداوي جراحهم. ويضيف: «أين هم رجالات الاتحاد الذين بنوا كيانا يشار إليه بالبنان، ومن أبعدهم عن ناديهم، ولماذا لا يتم تكريمهم من قبل أبنائهم الذين قادتهم الظروف لرئاسته، وهل هذه ظاهرة صحية، أم أنها جحود سيقود الاتحاد إلى مزيد من الإخفاقات». وطالب الاتحاديين بأن يلتفوا حول ناديهم، وأن لا يتركوا «للصغار» فرصة التحكم في مستقبله، حتى وإن كانوا يملكون المال، الذي أفقدهم القدرة الإدارية، وجعلهم يفرضون سلطتهم الوهمية على كيان يئن حاليا من وطأة الفوضى والمحسوبية. قبل أن يواصل الرمز الاتحادي حديثه، خرجت من بين أضلعه «تنهيدة» وصل صداها إلى مسامعي ثم قال: «أين هم رموز الاتحاد، وهل من حق أحد أن يتنكر لهم، أو يجحد أعمالهم، أم أنهم يرفضون الحضور والوجود من منطلق أن لا مكان لهم في وقت مسح فيه المال التاريخ، وأعطى الحق لمن جاء بعدهم أن يصادر جهودهم؟!». وأضاف: «الاتحاد يحتاج إلى إعادة مراجعة، من خلال اجتماع يضم رموزه، لتفعيل هيئة أعضاء الشرف، واستعادة هيبتها المنهوبة، وصلاحياتها المفقودة، والرفع بها للجهات الرسمية»، لافتا إلى أن الوضع -إن استمر- يهدد مستقبل الاتحاد الذي يدفع ثمن الفوضى والإهمال، والجهل الإداري والمالي. وأكد الرمز الاتحادي، أن إخفاقات الاتحاد في كثير من مباريات دوري عبداللطيف جميل، لم تأت بسبب ضعف مستوى اللاعبين، أو خطط المدرب، وإنما جاءت كنتيجة حتمية للضعف الإداري، الذي يرتهن لأهواء وأمزجة اللاعبين غير المنضبطين، الذين وصل بهم الأمر إلى الغياب عن التمارين التي تسبق المباريات المصيرية، بعد أن أمنوا العقاب، بل وضمنوا أنهم من يديرون الإدارة. يقول الرمز الاتحادي الذي أقسم أيمانا أنه لن يعود للوسط الرياضي، إن الاتحاد يغرق، وإن القادرين على إنقاذه هم الكبار من الاتحاديين، شريطة أن يضعوا النقاط على الحروف، وأن يعيدوا صياغة التعامل قبل العمل، وأن يؤكدوا على أن ليس من حق من يتولى رئاسة العميد أن يمارس العبث ويتبع الفوضى، وأن يعود إلى هيئة أعضاء الشرف كما كان في السابق، عند الرغبة في إصدار قرارات مصيرية، أو عقد صفقات كبيرة. وختم بالسؤال: «لماذا لا يوجد رموز الاتحاد في المقر الذي كان يسعد باستضافتهم يوميا، لماذا لا يطمئنون على أحواله وهم الذين ضحوا من أجله، ولماذا لا يناقشون أوضاعه وهم أكثر المعنيين بمستقبله؟ أرجوكم ابحثوا عن الأسباب، وستجدون أنها مؤلمة».