عادة ما يشبه عبدالله الشريف في صوته وقصائده، جبال السراة في جنوب المملكة، فهو كما يعرف نفسه ابن الريف والقرية، وعاشق لتضاريس منطقته، ظهر مبكراً كشاعر في بداية مرحلته الجامعية، وعلى غير المتوقع، استمر في شعره وهو على رأس وظيفته الحكومية في قطاع التعليم، واختير عام 2011 ليكتب أوبريت فرحة وطن، لينضم في قائمة الشعراء الذين توجت مسيرتهم بكتابة أحد أهم الأعمال الثقافية والفنية في البلاد (الجنادرية). ويقول في حوار مع «عكاظ» إن الرئيس الراحل تشافيز دعاه لزيارة فنزويلا، بعد أن استمع لقصائده ولون فلكلوري من الجنوب، مشيراً إلى قصة وقعت أثناء إلقاء قصيدة أمام الأمير خالد الفيصل، إذ نسي القصيدة التي أعدها بالمناسبة، بيد أنه ارتجل شعراً ليزيح الحرج، فإلى نص الحوار: حدثنا عن بداياتك؟ البدايات كانت من خلال مشاركتي في مسابقات جامعة الملك سعود الشعرية، وكانت المسابقات بالشعر الفصيح وحصلت على جوائز في تلك المسابقة، كما كانت لي مشاركات في احتفالات قريتي الصغيرة على استحياء. من المعروف أنك رجل تربية وتعليم كيف جمعت بين التعليم والشعر الغنائي؟ الشعر رسالة والتعليم رسالة أيضاً، ولو عدت لمعظم قصائدي فهي قصائد وطنية ولها بعد فكري، وقد تكون هناك بعض القصائد العاطفية ولكني أكتبها دائما بأسلوب «بانت سعاد». كم من الوقت استغرقت في كتابة أوبريت الجنادرية (فرحة وطن)؟ أوبريت الجنادرية «فرحة وطن» طلب مني عند عودة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله رحمه الله بعد رحلته العلاجية إلى أرض الوطن، والأعمال الكبيرة مثل أوبريت الجنادرية تحتاج متابعة وعملا دؤوبا ولكن كتابة العمل كشعر استغرقت أسبوعا فقط. من كلفك بكتابة العمل؟ تلقيت التكليف من وزير الحرس الوطني الأمير متعب بن عبدالله، الذي كان يتابع العمل نصا ولحنا وإخراجا يوما بيوم ولحظة بلحظة وكان يقف على كل صغيرة وكبيرة حتى خرج العمل في هذا الوقت الوجيز بهذا الشكل الرائع. متى كان أول ظهور رسمي للشاعر عبدالله الشريف؟ أول ظهور رسمي كان في اختتام أنشطة صيف أبها عام 1407، ولي مواقف عدة مع الأمير خالد الفيصل عندما كان أميراً لمنطقة عسير، وفي أول ظهور لي أمامه أعددت قصيدة تخصه وعندما وقفت أمامه اختفت القصيدة من ذاكرتي وشدوت بقصيدة أخرى وهي «قصر عالي فوق سطحه نوره والقمر فوقه يشع بنوره فاجتمع نور على نور»، وفهمت من لغة عيون الأمير أنه أدرك أن الموقف ارتجالي لهذه القصيدة ثم ابتسم وطلب مني إعادتها. كتبت أكثر من مرة «أوبريت» في احتفالات المنطقة، كيف تختار المواضيع؟ كما تعلم أن الأمير فيصل بن خالد يحب الشعر ويتذوقه، أتلقى منه الفكرة ومن ثم أصيغها شعرا ولحنا، وأهتم بكل التفاصيل لكي نقدم أعمالا تليق بالوطن عموما، وبمنطقة عسير خصوصا، وفي كل عام نستمد الفكرة من الأحداث المواكةه ومن هنا نعتقد أننا قدمنا الشيء الجميل ونطمح للأفضل. هل تذكر أول قصيدة نشرت لك؟ «جيت اشتكي للقمر غاب نوره قال اعتذر لان الفلك دايم يسير» هذا مطلع أول قصيدة نشرت لي في صحيفتكم الغراء عكاظ عام 1404ه تقريبا. كم كان عمرك عند بدايتك الشعرية؟ محاولات البدايات جاءت وأنا ابن ال15 إلى ال17 عاماً، لكن الشعر الذي يقرأ ويسمع كان مع بدايات الدراسة الجامعية. يقال إنك تجد صعوبة في إلقاء الشعر أمام الأمير الشاعر خالد الفيصل كونه أحد عمالقة الشعر؟ على العكس تماما فأنا تستهيض قريحتي إذا وقفت أمام شاعر عملاق كالأمير خالد أو شعراء متمرسين، نظرا لكونهم يعون ما يقصده الشاعر، وأيضا يعلمون كيف هي مخيلة وأفكار الشاعر، ولكني أصبت بالإحباط حينما كنت أنا وفرقة الواديين نستقبل رؤساء الدول الكبرى كالولايات المتحدةالأمريكية والدول الأوروبية؟ لماذا؟ لم يكونوا يعلمون ماذا أقول من شعر، سواء حسنا ذلك الشعر أم سيئا، وإنما اعتبروه مجرد رقصات وفلكلور شعبي، إلا في أحد الاحتفالات حينما كان الرئيس الفنزويلي الراحل هوغو تشافيز يزور المنطقة، لم أعلم أن لديه مترجما جيدا، يترجم له القصيد بالحرف الواحد ومعناه جيدا، ولاحظت حينها أنه كان يتفاعل مع أبيات القصيد من خلال تقاسيم وجهه وابتسامته، وعقب نهاية الرقصة الشعبية توجه إلي وتوقعت أن يسألني عن الأبيات نظرا لتفاعله معها إلا أنه أبدى لي إعجابه بأدوات الطبول وأصوات الإيقاعات، فوجهت له مسؤول الفرقة عن الإيقاعات وتم إعطاؤه مجموعة منها كهدايا كما أنه عاد إلي وقد دعاني لزيارة فنزويلا. كيف يقضي الشاعر عبدالله الشريف رمضان؟ أسكن في الريف وأنا ابن للقرية وأعيش أنا وإخوتي وعائلتي سوية، كما أن والدتي طاعنة في السن وتعيش في بيتي، واعتدت أنا وإخوتي برفقة والدتي حفظها الله قضاء نهار رمضان خارج المنزل في وسط القرية والتنزه حتى موعد الإفطار، وذلك بعد أن أقرأ ما تيسر من القرآن ظهيرة كل يوم، وأنا الآن أعمل ليلا على إنهاء عمل كلفت به لافتتاح مهرجان أبها لهذا العام.