توقع خبراء في مكافحة الإرهاب والقانون الدولي حدوث تحول في الموقف الأمريكي تجاه مكافحة الإرهاب، ورأوا أن زيارة ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وتداعيات جريمة أورلاندو، ستسهمان بقدر كبير في إحداث هذا التحول، وأكدوا في تصريحات ل«عكاظ» أن الإدارة الأمريكية ستصغي باهتمام إلى ما ينقله المسؤول السعودي الرفيع من رؤية لضرورة مراجعة مواقفها والتنبيه من خطر سياسة التردد والملاينة التي انتهجتها إدارة أوباما خصوصا تجاه إيران وتنظيمات الإرهاب. بداية قال الخبير في مكافحة الإرهاب الدولي الدكتور سراج الدين الروبي إن جريمة أورلاندو شكلت صدمة للرأي العام الأمريكي ستظل توابعها لفترات طويلة، منوها إلى أنها ستكون لها انعكساتها على القرار الأمريكي وستفضي إلى تغيير الكثير من المفاهيم وربما نتجت عنها إستراتيجية جديدة في تعامل الولاياتالمتحدة مع ظاهرة الارهاب، مرجحا انتهاء وتغير المواقف الأمريكية التي كانت تتسم ب «منتصف العصا» . وأضاف: «لاشك أن الجريمة والموقف الأمريكي من الإرهاب سوف يكونان على طاولة مباحثات الأمير محمد بن سلمان والمسؤولين الأمريكيين». إستراتيجية جديدة واعتبر خبير القانون الدولي الدكتور أحمد شوقي أن زيارة ولي ولي العهد والتي جاءت بعد أيام قليلة من حادثة أورلاندو تكتسب أهمية، خصوصا كونها ستبصر المسؤولين الأمريكيين إلى ضرورة إعادة النظر في التعامل مع خطر الإرهاب، وأنها ليست بمأمن من هذه الآفة، وبات عليها ضرورة تبني إستراتيجية جديدة تتسم بالتعامل بحسم مع هذه الجريمة دون ملاينة. وفي السياق ذاته، اعتبر سفير مصر السابق في واشنطن السفير عبدالرؤوف الريدي أن مرحلة ما بعد جريمة أورلاندو ستختلف كثيرا في السياسات الأمريكية عما كان عليه الحال قبلها، مشيرا إلى أنها أعادت تذكير الأمريكيين بوقع أحداث سبتمبر 2001، مما سيضع مسؤوليات ضخمة على عاتق الأجهزة الأمريكية سواء الإدارة أو المؤسسات الأخرى لوضع إستراتيجية جديدة، ربما تشابهت بقدر كبير مع ما جرى إبان أحداث برج التجارة والبنتاغون 2001. وأكد الريدي أهمية زيارة المسؤول السعودي من دولة اكتوت بنار الإرهاب وتأثرت بغيبوبة المواقف العربية منه.. وقال «الأمير محمد بن سلمان سيؤكد للأمريكيين ضرورة أن تتغير مواقفهم». التجربة السعودية وقال المستشار في أكاديمة ناصر العسكرية اللواء طلعت موسى إن المملكة من الدول السباقة في مكافحة الإرهاب والتطرف، ولها تجارب ناجحة في مواجهة أخطاره في الداخل والخارج، وأن نقل هذة التجربة الثرية بات من الملفات الرئيسية للمسؤولين في المملكة في أي زيارات خارجية لهم، مشيرا إلى أن ولي ولي العهد الأمير محمد ين سلمان سيطلب من الولاياتالمتحدةالأمريكية، القيام بدورها الحقيقي في مواجهة الإرهاب والحد من آثاره الخطرة على المجتمع، خصوصا بعد الحادث الإرهابي البشع في مدينة «أورلاندو»، وهي أكبر حادثة إطلاق نار جماعية في التاريخ الأمريكي. وتوقع طلعت موسى أن تقوم واشنطن بالتعاون مع عدد من العواصم العربية، على رأسها الرياض بدور أكبر لمهاجمة الإرهاب الأسود، خصوصا تنظيم «داعش» الإرهابي. التعاون مع الرياض بدوره قال الخبير العسكري ورئيس وحدة الدراسات الأمنية في مركز دراسات الأهرام اللواء محمد قدري سعيد، إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما والبيت الأبيض والإدارة الأمريكية في حاجة أكثر من أي وقت مضى إلى التعاون مع الرياض في مواجهة الإرهاب، وتوقع أن يستمع المسؤولون الأمريكيون جيدا للأمير محمد بن سلمان، ولفت إلى أن دول الخليج ستكون ضمن خطة الرد الأمريكية على الإرهاب، حتى وإن تأجلت تلك الخطة على الحرب لأسباب داخلية تعيشها الولاياتالمتحدةالأمريكية في الوقت الحالي بسبب الاستعدادات لإجراء انتخابات رئاسية نهاية العام الحالي. وتوقع الخبير العسكري اللواء حسام سويلم أن يكون هناك تعاون بين الرياضوواشنطن في قطع تدابير الممولين للإرهاب، واستهداف الذين يدعمونه، موضحا أن الإرهاب خطر كبير تتصدى له المملكة منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر وتدمير مركز التجارة العالمي وظهور تنظيم «القاعدة»، ووضعت له إستراتيجية تقوم على المواجهة الشاملة، فاستخدمت العصا الأمنية إلى جانب التوعية الفكرية والإعلامية بخطورة الإرهاب، كما وظفت وسائل الإعلام أدوات جديدة تعتمد على تفنيد العلماء وتركيزهم على خطورة العنف وهو ما نجح في الحد من الظاهرة والقضاء عليها. وأضاف «سويلم» أن العلاقات السعودية - الأمريكية جيدة وأن زيارة ولي ولي العهد سوف تؤتي ثمارها خلال الأيام القادمة، خصوصا في مجال مكافحة التطرف والإرهاب.