عقد ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان سلسلة لقاءات مع مسؤولين أميركيين في واشنطن أمس ركزت على الأزمات في المنطقة والتعاون الإقليمي، إذ التقى مدير الاستخبارات جيمس كلابر ورئيس وكالة الاستخبارات المركزية جون برينان، غداة لقاء مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري. (للمزيد) وضم جدول لقاءات الأمير محمد بن سلمان أمس زعماء مجلسي الشيوخ والنواب في الكونغرس الأميركي، وبينهم زعيم الغالبية الجمهورية بول ريان والأقلية الديموقراطية نانسي بيلوسي، إلى جانب رؤساء لجان العلاقات الخارجية والخدمات المسلحة في المجلسين. كما من المقرر أن تكون له اجتماعات اقتصادية رفيعة المستوى تسبق لقاء محتملاً بالرئيس الأميركي باراك أوباما ووزير الدفاع آشتون كارتر. وبعد واشنطن، يتوجه ولي ولي العهد إلى نيويورك، حيث يجتمع بالأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وهيئات اقتصادية، إضافة إلى كاليفورنيا ومنطقة وادي السيليكون الرائدة في المشاريع التكنولوجية. وحرص كيري على أن يعكس اللقاء بالأمير محمد بن سلمان الطابع الدافئ للعلاقة السعودية- الأميركية، باستقباله ضيفه الى إفطار رمضاني في منزله في واشنطن بدل الاجتماعات البروتوكولية في مبنى الوزارة. واستمر الإفطار أكثر من ساعتين. واستقبل كيري ضيفه لدى نزوله من سيارته ورافقه إلى المنزل الذي تملكه عائلته في منطقة جورجتاون. وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية جون كيربي إن «الإفطار تقدير لزيارة ولي ولي العهد إلى الولاياتالمتحدة»، وإنه تطرق إلى «العلاقة القوية والمستديمة بين الولاياتالمتحدة والسعودية، ونطاق واسع من القضايا، من ضمنها اليمن وسورية وليبيا ومكافحة الإرهاب». وقدم الأمير محمد بن سلمان التعازي بضحايا اعتداء أورلاندو، وجرى الحديث عن «التعاون لمكافحة التطرف على المستويين الإقليمي والدولي». وتناول اللقاء أيضاً خطة الأمير الاقتصادية «رؤية 2030» والانتقال النوعي للمملكة بعيداً من اقتصاد النفط. وقال ل «الحياة» الخبير السياسي في «مركز التقدم الأميركي» بريان كاتوليس، إن زيارة الأمير محمد بن سلمان «تختلف عن الصورة التقليدية للزيارات السابقة، كونها تخرج عن السياق السياسي وستشمل محادثات اقتصادية وتكنولوجية في نيويورك وكاليفورنيا». وأضاف كاتوليس الذي كان التقى ولي ولي العهد في كانون الأول (ديسمبر) الماضي أن «شباب وحيوية الأمير وقوته التحليلية ستساعده في مد الجسور مع المسؤولين الأميركيين». واعتبر أن «وضع خريطة طريق لإنهاء النزاع في اليمن سيكون في صلب المحادثات، إلى جانب التحديات الأمنية المشتركة».