أشاد مثقفون ومسرحيون وسينمائيون بقرار تأسيس مجمع ملكي للفنون ضمن مشاريع رؤية التحول الوطني. مثمنين لوزارة الثقافة والإعلام هذه اللفتة إلى شريحة عريضة من المبدعين يتجاوز عددهم 10 آلاف فنان يتوزعون بين التمثيل والكتابة والمسرح السينما والفنون البصرية والفلكلور. القاص فهد الخليوي عدّ المجمع الملكي نقلة نوعية في تاريخ الثقافة والفنون في المملكة بما يحمله من مضامين أبرزها شرعنة الفنون تحت مظلة رسمية وفي فضاء يسمح لكل مبدع أن يقدم نتاجه ويلتقي بجمهوره في منصة رسمية لا يعتورها أي منغصات من فرق وأفراد الاحتساب. مشيرا إلى أن بريطانيا من أوائل الدول التي أسست مجمعا ملكيا منذ عام 1768. وتمكن 40 عضوا في المجمع البريطاني بينهم رسام الصور الشخصية السير جوشوا رينولدز، الذي تولى منصب رئيس المجمع، والسير وليم تشيمبرز، الذي اختير لمنصب الأمين. من تحسين المستويات في فنون الرسم والنحت والعمارة. وقدم تشجيعا للفنانين المعاصرين من خلال إقامة معارض سنوية. مشيرا إلى أن الأموال الفائضة من تبرعات الموسرين وإسهام الدولة ورسوم العضويات كانت تخصص لمساعدة شباب الفنانين، ممن يفتقرون إلى المال، لافتا إلى أن المجمع الملكي سيسهم في دحض الصورة النمطية السلبية عن المملكة عبر تقديم نماذج مشرفة من المبدعين من عشاق الحياة والمحافظين على الهوية الوطنية في كتاباتهم، والمعبرين بصدق عن الثقافة الوطنية، مؤملا أن تبدأ الجهات المختصة في تنفيذ المجمع من أجل تعزيز الثقافة والفن في البلاد. ولتسويق ثقافتنا السلمية والنوعية الحقيقية عوضا عن الصورة النمطية التي تسببت في توجيه اتهامات عدة طاولت ثقافة الوطن خلال العقود الماضية. داعيا إلى تسليط الضوء على الفنون وتنمية صناعة الإعلام وتأمين دور عرض سينمائي ومسارح، كون بعض الفنانين السعوديين يعرضون أعمالهم الفنية في متاحف ومعارض دولية، بينما لا يتوفر لدينا حتى الآن مجمع فني داخل المملكة لعرض هذه الفنون. ويؤكد المسرحي محمد ربيع أن المجمع الملكي للفنون جاء لتعزيز الثقافة والفن والاهتمام بمتطلبات الأجيال المقبلة كما جاء في حديث الوزير، ويرى أن ذلك التعزيز ينبغي أن يكون في مسارين، مسار رئيس يوفر المنصة ويوفر الدعم للقادرين على العطاء في شتى مجالات الفنون، من المسرح إلى الموسيقى إلى التشكيل اللوني أو البُعْدِي إلى التصوير والسينما إلى الفنون الشعبية، ومسار فرعي يوفر النماذج العالمية المتقدمة في تلك الفنون لتراها العين المحلية فيتعلم الموهوب وترتقي ذائقة عموم الناس، مؤملا أن تتوفر أوركسترا مقيمة تجمع في عطائها بين المختار العالمي والمحلي وتكون عونا لغيرها من الفنون، لافتا إلى أن بلادا مترامية الأطراف بحجم بلادنا زاخرة بعشرات الألوف من القادرين على العطاء في تلك المجالات الإنسانية الخالدة. وأضاف أن المجمع يحقق آمالهم ويواكب تطلعات التحول الوطني العظيم الذي ينتظره السعوديون بفارغ الصبر. ويرى مدير فرع جمعية الثقافة والفنون في جازان الشاعر عبدالرحمن موكلي أن إيجاد مؤسسات قادرة على العناية بالفن والثقافة وتوفير مواقع رسمية لإبراز المواهب وعرض فنونهم وتوثيقها وتأمين الدعم والمنح الدراسية للشباب سيحدث نقلة نوعية في التوجهات العامة للشباب كون المحاكاة آلية متوطدة فيما بيننا مؤكدا أن قرارا بهذا الحجم سيعزز ثقافة الحياة والحب والتنوير أمام ثقافة هشة تدعو للموت والكراهية والظلام مثمنا للرؤية ولوزير الثقافة والإعلام هذا التوجه الإنساني والعالمي الذي سيعيد الأمور إلى نصابها كون المملكة قارة كبيرة تزخر بالفنون وتنوع الثقافات وتتمايز بإيقاع فلكلوراتها الفاتنة التي كانت منذ توحيد الوطن زادا يوميا للناس حتى جاءت حقبة الصحوة فنجحت في إخفائها. وأضاف «نحن بحاجة إلى العودة إلى ما كنا عليه وهذا ما يؤمل من المجمع الملكي الذي سيجمع شتات المبدعين ويسوق نتاجهم ويبرز الوجه الأجمل لشبان وفتيات بلاد الحرمين الشريفين». وعزا موكلي نجاح المشاريع الثقافية والفنية إلى الانفتاح على مباهج الحياة. من جهته، أوضح مدير مهرجان الأفلام السينمائية أحمد الملا أن هناك شبه إجماع على الأمل في رؤية 2030 من حيث أنها تطرح للمرة الأولى رؤية أكثر شمولية لكل خطط الحكومات السعودية السابقة، مشيدا بوضع قطاع الفنون ضمن أولويتها. وتطلع الملا إلى افتتاح أكاديميات لتعليم الفنون على اختلافها، وتدشين متاحف، وتأسيس مسارح، وفسح صالات سينما، إضافة إلى برامج مستمرة لفعاليات فنية نوعية، داعيا إلى سرعة توجيه الاهتمام إلى الجانب العلمي في البحث والتوثيق لجميع الفنون قبل اندثارها. مؤكدا ضرورة احتضان الفنانين وتشجيعهم وتطوير مهاراتهم كونهم العملة النادرة التي كانت ممنوعة من التداول في ظرف تاريخي محدد. وأشاد الملا بالرؤية لأنها تنطلق من أساسيات العمل إذ لا يوجد مكان لاجتهادات فردية ولا مبادرات خجولة لا تخول البناء عليها. وأضاف أن المجمع الملكي للفنون يأتي وأمامه أرض محروقة عليه أن يحرث ويبذر ويرعى على مستوى البنية التحتية والتعليم الأكاديمي وإعادة الاعتبار للفنون في المخيال الاجتماعي والبرامج والفعاليات الفنية المختلفة كون بلادنا منجما يزخر بكنوز فنية أشبه ما تكون بثروة في شكلها الخام تحتاج إلى البحث والمعرفة وصقل المواهب مع إزالة ما تراكم من ترهيب تجاه الفن وأهله.