ظل نادي الاتحاد وعلى مدار تاريخه المديد الذي اقترب من المئوية الأولى يرتكز على إرث شرفي كبير كان له الدور الأبرز في الإنجازات التي تحققت للنادي طوال مشواره، والآن عندما اختلت موازين هذا الإرث بانت عورة النادي العريق، وتراجع فنيا وماليا. الدكتور خالد المرزوقي رئيس النادي السابق وعضو شرفه الحالي، وهو أحد الأسماء المهمة على خريطة أعضاء الشرف، أحد من ساءهم حال النادي، وهنا يفتح قلبه ل«عكاظ» ليتحدث بشفافية عن الوضع العام الحالي للعميد ومسبباته بكل وضوح، واضعا النقاط على الحروف ومقدما بخبرة الطبيب والشرفي الخبير روشتة العلاج التي يرى أنها ستعيد النادي إلى وضعه الطبيعي.. فماذا قال؟!. مع النادي وليس الأشخاص • دعنا نبدأ بالسؤال، استقالة الدكتور خالد المرزوقي من رئاسة أعضاء الشرف في ظروف غامضة، هناك من فسرها بأنها رد على رفض أحد الشرفيين لطلبه بالتصويت لمرشح رئاسة الاتحاد قبل موسمين، ما مدى صحة ذلك؟ •• أولا هذا الكلام غير صحيح إطلاقا، ولكن قبل أن أفصل في هذا الجانب علينا أن نعرف شيئا، أن الدكتور خالد المرزوقي عندما ترشح لرئاسة أعضاء الشرف كان ذلك بطلب من أعضاء الشرف الذين أعتز بهم جميعا وعلى رأسهم الأمير طلال بن منصور، وجاء ذلك لثقتهم بي، الأمر الآخر أنا عندما جئت لخدمة نادي الاتحاد لا يمكن أن أقف مع أحد ضد آخر، وإنما كنت مع النادي. وعندما توليت رئاسة المجلس الشرفي كان كل همي هو لم الشمل الاتحادي، والحمد لله استطعنا أن ندعو أعضاء شرف الاتحاد أربع مرات في موسم واحد، وهذا ما لم يحدث في تاريخ المجلس الشرفي. الذي أريد أن أصل إليه أن من يعمل كل هذه الجهود من أجل الاتحاد لا أعتقد بأن أخلاقياته تسمح له بأن يحرض مرشحا ضد آخر. • إذن، ما هو دافع الاستقالة عشية الانتخابات؟ •• الاستقالة جاءت بسبب الخلاف حول آلية المجلس الجديد، فقد كان النظام ينص على أن ينتخب رئيس بدل رئيس مع استمرار بقية أعضاء المجلس، وهذا برغم قانونيته إلا أنه لا يخدم الاتحاد، وكان من الأفضل أن يكون هناك انتخاب لمجلس الإدارة، لأن المرشح في حال توليه أربع سنوات سيكون معه أعضاء مجلس لسنتين فقط، لذلك أحببت أن أستقيل قبل أن تعرف هوية رئيس الاتحاد المنتخب حتى لا يقولوا إن المرزوقي استقال بعد تنصيب البلوي أو الكعكي رئيسا للنادي. الوضع لا يسر • بعيدا عن الاستقالة، كيف ترى أوضاع نادي الاتحاد الحالية؟ •• وضع الاتحاد الحالي لا يسر عدوا أو حبيبا، فهو مؤلم بحق محبيه، وأنا أحد هؤلاء المحبين لهذا النادي الذي تربيت فيه وعشت فيه ولعبت له ودخلت مجال الإدارة حبا في خدمته. ولا شك أن الأزمة التي يمر بها أزمة حقيقية وليست مفتعلة وتتطلب من أعضاء الشرف والمحبين الذين بذلوا جهدا كبيرا حتى وصل الاتحاد لما وصل إليه من إنجازات ومكانة تاريخية ببلوغه 88 عاما أن يتكاتفوا وألا يبخلوا عليه بالمال والجهد والفكر. وأقول لهؤلاء: الاتحاد أمانة في أعناقنا جميعا وليس الموضوع معنيا بأشخاص معينين، بل الجميع، فللأسف الوضع الحالي لنادي الاتحاد مبهم وغير واضح لكن ما خفف علينا أن الهيئة العامة مهتمة بمعالجة أوضاع النادي من خلال تشكيل لجنة لمتابعة الوضع العام، وبهذه المناسبة أشكر الأمير عبدالله بن مساعد لحرصه على معالجة إشكالات الأندية، والله يعينه. • هل هو تقصير من إدارة إبراهيم البلوي؟ •• هناك نقطة لا بد من إيضاحها، وهي أن الجميع حضروا من أجل خدمة نادي الاتحاد، ومن خدمه من الإدارات الماضية له الشكر، ولا أقصد إدارة بعينها، فكلهم اجتهدوا وكلنا نخطئ ونصيب، لكن يجب أن نكون صريحين مع جمهور الاتحاد العريض لأن النادي يفتقد إلى الشفافية لاسيما على صعيد الديون التي أصبحت هاجسا لكل الاتحاديين. غير مؤهلين للبطولات • نفهم من حديثك أن الأمور المالية في الاتحاد مريبة؟ •• لا نشكك في ذمة أحد، كلهم اتحاديون ويسعون لخدمة النادي، ولكن الاتحاد ناد جماهيري وهناك ضغوطات كبيرة على الإدارة، يريدون بطولة والبطولة لا تأتي دون عمل جيد، فهي تحتاج إلى جهاز إداري قوي وجهاز فني متمكن ولاعبين مميزين، ولاعبو الاتحاد الموجودون حاليا جميعهم من الفئات السنية بالنادي، حتى اللاعبين الذين تم استقطابهم لم يضيفوا جديدا. • لكن الاتحاد حصل على المركز الثالث بالدوري؟ •• نعم الاتحاد حقق المركز الثالث ولكن لو كان فريقا الشباب والنصر في عنفوانهما لن يستطيع الحصول على المركز الثالث بهذه الوضعية. الانهيار مسؤولية الجميع • إذن، من يتحمل انهيار الاتحاد في رأيك؟ •• جميع الاتحاديين من أعضاء شرف ومحبين، كلنا نتحمل، لأننا تباعدنا ولا أحد أبعدنا، ووجود أكثر من ربان يغرق السفينة، لذا نحن فضلنا أن نبتعد حتى نمنح الفرصة للإدارة لتعمل بهدوء وأريحية بعيدا عن الضغوطات، حتى لا يقولوا إن الشرفيين هم من أثروا على النادي، وابتعادنا كان لمنح الفرصة ولكننا موجودون، ولو رأت الادارة وجود أعضاء الشرف لدعتهم واستشارتهم، بالمناسبة أنا اطلعت على حوار المسعود وأؤيده في كل ما قاله على اعتبار أنه يتحدث من واقع خبرة وحنكة وتجربة داخل نادي الاتحاد، وكان من الرؤساء الذين يرحبون بوجود الشرفيين بالنادي واطلاعهم على آخر المستجدات داخله وكذلك تحفيزهم لدعم النادي. • أنت تحديدا لماذا ابتعدت؟ • أنا بحكم ارتباطي بالاتحاد السعودي لكرة القدم ابتعدت قليلا، ولكني لا أبخل بالوجود مع الاتحاديين إذا طلب مني ذلك، فإن جئت للنادي دون أن يطلب منك فستجد البعض يقول إن هذا تدخل في عمل الآخرين. ضياع ثلثي الدعم • هل تؤيد من يقول إن ابتعاد عبدالمحسن آل الشيخ كان السبب في انهيار نادي الاتحاد؟ •• إلى حد كبير، فقد كان دعم آل الشيخ يشكل نسبة كبيرة تتجاوز 70% من ميزانية الاتحاد، وأعتقد أن ابتعاده سبب هبوط الأداء العام للنادي بنسبة 50%، فهو كان الداعم الأول لجميع الإدارات منذ رئاسة طلعت لامي حتى بداية فترة محمد بن داخل الجهني، وأعتقد أن الديون تراكمت منذ فترة ابن داخل. • هناك من قسم الاتحاد إلى «مطانيخ» و«عتاريس».. ماذا تقول عن ذلك؟ •• للأسف الشديد هناك من قسم الاتحاد إلى «عتاريس» و«مطانيخ»، وهذه التقسيمات لم تكن موجودة في السابق، فالاتحاد دائما للجميع، ولكن الخلافات هي من أوجدت هذا الانشقاق داخل البيت الاتحادي، وهي مسميات دخيلة، فالذي أعرفه منذ سنوات طويلة أن نادي الاتحاد هو نادي الجميع، وأين ما تذهب ستجد له محبين، ولكن الآن هناك تفرقة للأسف الشديد، ولا أعلم من هو المتسبب في هذه التفرقة، ولكن قد يكون التنافس الشخصي هو من أوجدها وبدعم إعلامي، وفي الأخير نادي الاتحاد هو المتضرر. • هناك من يرى أن هذا التقسيم أمر إيجابي؟ •• إذا كان التقسيم أمرا إيجابيا فأنا مع المطانيخ والعتاريس، ولكن لا أعتقد أنه أمر إيجابي، وإنما سلبي وترك انشقاقا داخل البيت الاتحادي. إعادة العلاقة المفقودة • لكن بصراحة يا دكتور، الأسماء الشرفية الكبيرة بعيدة كل البعد عن نادي الاتحاد، ألا تؤيدني في ذلك؟ •• أتفق معك، وهذا يؤثر على نادي الاتحاد، ولكن لا بد أولا من معرفة لماذا ابتعدت تلك الأسماء. الأمر الآخر، لابد أن نبادر إلى معالجة الأمور وإعادتها لوضعها الطبيعي، فبهم الاتحاد قوي ويستطيع أن يعالج جميع قضاياه، ولا بد من وضع يدهم بيد بعض لدعم الاتحاد، والمسألة تعتمد على أسلوب إدارة النادي سواء في عهد إبراهيم البلوي أو الفترة القادمة، وعلينا أن نعمل على تقريب وجهات النظر وكيفية جعلهم دائما في الصورة حتى نضمن دعمهم. شخصية الرئيس ومدى حرصه على وجود أعضاء الشرف حول النادي له دور كبير في تقريبهم منه من خلال تزويدهم بالمستجدات أولا بأول ودعوتهم لزيارة النادي بين فترة وأخرى، لاسيما الأعضاء الداعمون، إذ لابد من إعطائهم مكانتهم، وأيضا لا بد من تفعيل دور العلاقات العامة بالنادي في توسيع دائرة العضوية الشرفية في نادي الاتحاد. الأمر المهم إعادة العلاقة بين النادي وأعضاء الشرف والاستفادة من خصوصية الأعضاء لأنهم عاشقون للنادي ويجب حمايتهم من التجريح الشخصي الذي يمارسه الإعلام تجاههم والتهكمات التي يثيرها من فترة لأخرى عن رسوم العضوية الشرفية. أيضا لا ننسى الهجوم الإعلامي الذي تعرض له بعض أعضاء الشرف مما جعلهم يفضلون الابتعاد، فهناك من لا يحب أن يدخل في المشكلات، وبالتالي فضل الابتعاد. • لكن ماذا عن الحلول المقترحة لإخراج النادي من أزمته الحالية؟ •• إن شاء الله محبو الاتحاد لن يبخلوا بشيء، كما يجب على إدارة النادي الجديدة أن تعمل على توسيع القاعدة الشرفية إلى جانب الدعم من بعض أعضاء الشرف المقتدرين، وكذلك الحضور الجماهيري الكبير للاتحاد سيكون له دور كبير في معالجة الديون، وأيضا البحث عن فرص استثمارية للنادي، وهذا كله متاح أمام من يريد أن يدعم الاتحاد. أيضا لابد أن توضع خطة إنقاذ يساهم بها الجميع، خطة قصيرة المدى، وأخرى طويلة المدى، لإعادة الاتحاد إلى مساره الطبيعي. لا أصلح للرئاسة • بصراحة، من ترشح لرئاسة نادي الاتحاد؟ •• رجالات الاتحاد فيهم الخير والبركة، ولكن الأمر الآن مرتبط بتقرير لجنة الهيئة العامة للرياضة، وإن كنت أتمنى أن يكون رئيس الاتحاد الجديد من الشباب المؤهلين علما وخلقا وقدرة على الاستفادة من الإمكانات المتاحة بالنادي كافة من خلال الاستفادة من خبرات رؤساء الاتحاد السابقين والجلوس مع أصحاب الخبرة من أعضاء الشرف. • لو طلب منك رئاسة الاتحاد كيف ترد؟ •• ظروفي الحالية لا تسمح لي، ونادي الاتحاد يحتاج إلى حيوية وتفرغ بنسبة 90%، و10% للحياة الخاصة، وقبل كل شيء أن يكون الرئيس رجل علاقات عامة من الطراز الأول.