تتربص «طلعة الغاط» بالعابرين على طريق الرياضالقصيم السريع منذ 30 عاما دون أن تتحرك وزارة النقل والجهات المختصة الأخرى، لتلافي العيوب الفنية التي ظهرت في الموقع، فأضحت «الطلعة» فخا ومنحدرا شديدا، تسقط عليه المركبات مخلفة كثيرا من الضحايا والخسائر البشرية والمادية. وطالب الأهالي بتدارك الوضع فيها، وإزالة العيوب التي رافقت إنشاءها قبل ثلاثة عقود، مشيرين إلى أنها أثرت سلبا على الاستثمار في محافظة الغاط، وعلى الطريق الحيوي الذي يستخدمه الحجاج والمعتمرون القادمون من شرق المملكة ودول الخليج. ورأى عبدالعزيز العيسى أن طلعة الغاط على طريق الرياض - القصيم السريع نفذت بطريقة خاطئة، فهي من جهة منحدر بالغ الخطورة ومن جهة أخرى مرتفع بالغ التعقيد، لافتا إلى أن الموقع يبث الخوف والرعب في كل من يعبر عليها، للعيوب الفنية التي ظهرت أثناء تنفيذها، وتسببت في كثير من الحوادث راح ضحيتها أبرياء. وذكر العيسى أن المآسي التي تقع بكثافة على طلعة الغاط لم تحرك الجهات المختصة لتلافي العيوب التي ظهرت فيها، فظلت على وضعها بالغ الخطورة، على عكس طلعة القدية التي جرى تلافي وإصلاح القصور والخلل الذي ظهر مع بداية تنفيذها، مشيرا إلى أنه لا يوجد أي عيوب في طريق الرياض سدير القصيم الذي يزيد طوله على 317 كلم سوى طلعة الغاط. وشدد عبدالكريم الجبرين على ضرورة أن تتحرك وزارة النقل لتلافي العيوب التي تعاني منها طلعة الغاط منذ إنشاء الطريق قبل نحو 30 عاما ولا تلوح في الأفق أي بوادر لتحسينه، ملمحا إلى أن العابر عليها مفقود والخارج منها مولود. وتختزن ذاكرة راشد السعيد أعمال حفر طلعة الغاط خلال إنشاء الطريق قبل 30 عاما، مشيرا إلى أنه كان يتوقع أن يحفر عمال الشركة في صلب الجبل بعمق أكبر مما هو عليه الآن، وأن امتدادها للأسفل سيكون انسيابيا لمسافة أكثر، وسيظهر مخرج الزلفي الغاط بطريقة متدرجة. وقال السعيد: «أثناء العمل في الطلعة كنا نتساءل هل سيكون نفقا أم ماذا؟ وبعد مضي عام فوجئنا باكتفاء الشركة المنفذة بحفر حافة الجبل بطول نحو 100 متر، بدلا من أن تكون بعمق 200 متر»، منتقدا توقف امتداد الطلعة قبل كوبري الغاط الزلفي. وأكد عبدالرحمن العمر أن طلعة الغاط أنجزت بطريقة خاطئة، مشددا على أهمية تلافي العيوب فيها بخفض ارتفاع الجبل وزيادة امتدادها من الأسفل والأعلى وتوسعتها بمسار رابع ومراعاة ثقل وزن الشاحنات، مقترحا حفر الجبل من جديد وإزالة 20 مترا من منتصف الطلعة، والتدرج في النزول حتى يلامس الأرض على أن يكون مخرج الغاط والزلفي نفقا. وطالب العمر بالاستفادة من إصلاح طلعة القدية التي كانت تعاني من انحدار شديد وأدى إلى كثير من الحوادث، وجرى معالجته برفع مستوى المنطقة المنخفضة، وتقليص الارتفاع ليتناسب الصعود والهبوط في مستوى واحد. وانتقد برجس العمر تجاهل الجهات المختصة لخطورة طلعة الغاط، مشيرا إلى أن وزارة النقل لم تحسن التعامل مع المنحدر الخطر، فلا هي جعلته خمسة مسارات ولا هي قللت من شدة الانحدار، واستخدمت في تعبيده خلطة اسفلت شبيهة بخلطة مدرجات المطارات من حيث قوة التحمل. ودعا إلى تزويد الموقع بلوحات تحذيرية كافية تكتب باللغات المختلفة وتوضع بعد مركز التفتيش مباشرة وقبل المواقف في أعلى الطلعة المخصص لتغيير الشاحنات، مشيرا إلى أن وضع الطلعة أثر سلبا على الاستثمار في المحافظة التي من المفترض أن تكون أحد أهم المحطات للمسافرين والحجاج والمعتمرين.