تحول طريق جامع قرى الأعاسرة في مركز بني عمرو (شمال النماص)، الذي جرفته السيول قبل نحو 10 سنوات، إلى مشكلة عصية على الحل، رغم أن طوله لا يزيد على بضعة أمتار، فتزايدت الحوادث القاتلة فيه إثر انحراف المركبات عليه، بسبب إنهيار جزء محوري منه. ولم يجد نفعا تسليط «عكاظ» الضوء على المشكلة ثلاث مرات خلال السنوات الثلاث الأخيرة، في تحريك الجهات المختصة، التي اكتفت بتقديم الوعود دون أن يكون هناك حل لمعاناة الأهالي في قرى المقصرة، آل ثواب، آل حامد، آل النبيلة، وآل سليم، الذين يزيد ضحاياهم على الطريق في الإجارات والأعياد. وحمل الأهالي وزارة الشؤون البلدية والقروية ممثلة في بلدية بني عمرو مسؤولية الدماء التي تراق على الطريق المتهالك بغزارة، متمنين تحركها سريعا وإعادة ترميمه وصيانته، لحماية العابرين. وكانت «عكاظ» نشرت معاناة الأهالي من خطورة طريقهم إلى جامع القرى الوحيد في ال28 من شعبان 1434 بعنوان (أهالي أعاسرة بني عمرو: «خندق» طريق الجامع يتربص بأطفالنا)، وأعادت نشر المعاناة في ال21 من شعبان في 1435 وحين لم تجد من الجهات المختصة سوى الوعود أعادت نشر المعاناة للمرة الثالثة في ال30 من محرم 1437 بعنوان (مخاطر للوصول إلى «جامع»). وفي المرة الأولى عام 1434 صرح رئيس بلدية بني عمرو المهندس طارق المعيض آنذاك أنه جرى ترسية مشروع تركيب الجسر وإصلاح طريق جامع الأعاسرة على المقاول وتم الرفع به لوزارة الشؤون البلدية والقروية لاعتماده وسيتم التنفيذ فور توقيع العقود مع المقاول! وحين كررت «عكاظ» نشر معاناة الأهالي عام 1435 صرح المتحدث باسم وزارة الشؤون البلدية والقروية حينها حمد العمر أن الطريق يحتاج إلى جسر استنادي لحمايته، وجرى إدراجه ضمن مشروع درء أخطار السيول والذي تمت ترسيته على مؤسسة وطنية، مشيرا إلى أن المشروع يتطلب استكمال بعض الإجراءات ليتسنى للمقاول البدء في التنفيذ. وأعادت «عكاظ» نشر المشكلة في محرم 1437 وكرر رئيس بلدية بني عمرو الحالي المهندس محمد الغامدي الوعود، مبينا أنه جار العمل على إعادة ترسية المشروع حسب الأنظمة المتبعة، دون أن يكون هناك حل على أرض الواقع. وطرحت «عكاظ» أخيرا المشكلة على المتحدث باسم أمانة منطقة عسير ماجد الشهري، الذي رد قائلا: «الموقع مدرج ضمن طلبات مشاريع درء أخطار السيول في البلدية وسيتم تنفيذه وفقا للإمكانيات والأنظمة المتبعة». واستاء سكان قرى الأعاسرة مما اعتبروه وعودا وهمية من الجهات المختصة في صيانة الطريق إلى الجامع رغم أنه لا يزيد على بضعة أمتار، مشيرين إلى أنه مصيدة لمن يريد أداء صلاة الجماعة وفخ ينتظر سيارة عابرة في وقت الضباب أو المطر.