لا يخطر ببال أحد أن محاولة الوصول إلى جامع إحدى القرى في مركز بني عمرو بمنطقة عسير لأداء صلاة الجماعة، تعد من المشاوير محفوفة المخاطر، بسبب سوء الطريق المؤدي لذلك الجامع. هذا هو حال سكان قرى الأعاسرة في بني مالك، حيث تعرض الطريق إلى الجامع لانهيار جزء كبير منه منذ عدة أعوام، ولا يزال الخطر يتربص بعابريه من سكان القرية، حيث لا يكفي إلا لمرور سيارة واحدة، ولسان حاله يقول الذاهب مفقود والعائد مولود. وتساءل سكان الأعاسرة عن وعود وزارة الشؤون البلدية والقروية قبل أكثر من عام وأربعة أشهر، والتي كانت تتعلق بسرعة إصلاح طريق القرية الرئيسي والمؤدي إلى جامع القرية الكبير، في أعقابه تعرضه للانهيار الجزئي. وحمل عبدالله محمد العمري بلدية بني عمرو المسؤولية، لكونها همشت الشكوى المقدمة من أهالي قرى الأعاسرة قبل سنوات، والتي تضمنت خطورة الطريق الوحيد للجامع الكبير، والذي يصلي فيه السكان الجمعة والفروض الخمسة، واصفا الطريق بالفخ للمسن والطفل والسيارات العابرة. وحذر العمري من مغبة ترك الطريق بهذه الحال، لأنه حتما سيخلف ضحايا أبرياء لا ذنب لهم، على حد وصفه. كما ذكر سعد العمري أنهم تقدموا بشكوى لرئيس بلدية بني عمرو السابق، حول وضع طريق الجامع الخطر، لكنهم لم يجدوا سوى الوعود التي لم تترجم على أرض الواقع، مبديا استياء الأهالي من البرود الذي تمارسه بلدية بني عمرو، وكأنها تنتظر سقوط مركبة أو طفل في الحفرة المجاورة لحافة الطريق المنهار، على حد قوله، مشيرا إلى أنهم أوصلوا شكواهم إلى وزارة الشؤون البلدية، لكنها لم تحرك ساكنا ممثلة في البلدية التابعة لها. آمال في الرئيس الجديد وطالب محمد العمري رئيس بلدية بني عمرو الجديد، الذي تعين مؤخرا أن يصحح أخطاء البلدية السابقة بالفعل لا بالكلام، وأن تعجل البلدية بإنهاء هذا الكابوس، الذي يعيشه الذاهب للجامع والعائد منه، وتعبره عشرات المركبات وصهاريج المياه، التي يعاني قائدوها كلما عبروه لتزويد منازل القرى بالمياه. وقفنا على الموقع من جانبه، ذكر رئيس بلدية بني عمرو الجديد المهندس محمد الغامدي، أنه تم بالفعل الوقوف من قبل البلدية على موقع الطريق المنهار، مشيرا إلى أنه جرى عمل الرفوعات المساحية المطلوبة، وتم إدراجه ضمن أحد مشاريع درء أخطار السيول حيث تسعى البلدية لترسيته في حينه، وجار الآن العمل على إعادة ترسية المشروع، حسب الأنظمة المتبعة. يذكر أن «عكاظ» نشرت قبل أكثر من عام وأربعة أشهر معاناة سكان قرى الأعاسرة مع طريق الجامع الكبير، حيث صرح حينها المتحدث الإعلامي لوزارة الشؤون البلدية والقروية حمد العمر، في العدد الصادر بتاريخ 21/8/1435ه، بأن الطريق يحتاج إلى جدار استنادي لحمايته، وأدرج ضمن مشروع درء أخطار السيول الذي تمت ترسيته على مؤسسة وطنية، ويتطلب المشروع استكمال بعض الإجراءات ليتسنى للمقاول البدء في التنفيذ.