كشفت جولة «عكاظ» على المواقع التي شهدت المداهمات الأمنية أن شقق المقبوض عليهم تقع بجوار مجمعات للمدارس، فيما تنشط بجوارها حركة السير وتشهد الشوارع زحاما واكتظاظا بالسيارات. وعلمت «عكاظ» أن اثنين من المتهمين قُبض عليهما في حي الصالحية حيث كانا يتجاوران بمسافة لا تزيد على أمتار معدودة إذ يسكن أحدهما «وحيدا» في بناية مكونة من أربعة طوابق، فيما الآخر «إمام المسجد» في بناية مكونة من طابق واحد يحيط بواجهتها سور حديدي وصمم مدخل البناية بطريقة هندسية تتناسب مع لون السور بطريقة تحجب مشاهدة من في الداخل خلال المرور بجانب البناية. وتحفظت سيدة (مسنة) تجاور أحدهما عن الإدلاء بأي معلومات عن الواقعة أو الإفادة عن صاحب البناية الذي حسب قولها تراه من حين لآخر. لكن أحد جيران إمام المسجد كشف ل«عكاظ» أنه لا يعرف عن جاره سوى عمله السابق معلما لتحفيظ القرآن الكريم قبل أن يترك الوظيفة على ما يبدو ويستقر به الحال في المنزل، ولم يلحظ عليه أي علامات تثير الريبة، مضيفا أنه يسكن «كعائلة» ولديه عدد من الأطفال. أما جيران المتهم الثاني الذي يسكن في شقة داخل عمارة متعددة الطوابق تجاور مجمع مدارس أهلية، فأكدوا أنهم لا يعملون عنه سوى أنه يسكن وحيدا وتبدو عليه ملامح الالتزام وإن كان لا يلتزم بالصلاة في مسجد الحارة. وقال أحدهم إن المتهم أبيض البشرة ولطالما رأيته حادا في تعامله مع الحارس إذ يطلب منه إبعاد السيارات المتوقفة لتوقيف سيارته. وبين أنه سبق أن شاهد ثلاثة أشخاص توحي هيئتهم بالتزامهم يترددون عليه ويخرج معهم. وأضاف آخر أنه عندما كان عائدا إلى منزله ظهرا تابع كما من عربات رجال الأمن تطوق الحي وأحد المنازل المجاورة لمنزله منذ الثانية ظهرا حتى انتهاء المهمة نهائيا في غضون الخامسة عصرا. وفي حي الدويخلة، قال شهود عيان ل«عكاظ» إن رجال الأمن طوقوا الموقع خلف مول شهير وذلك لحماية الأهالي من غدر من تتم مداهمتهم. وأوضح أحدهم «في الرابعة عصرا عندما بدأت في الخروج من المنزل وجدت أحد رجال الأمن يدعوني للبقاء في المنزل حتى إشعار آخر يفيد بانتهاء المهمة». وأضاف «رأيت رجال الأمن يقبضون على شاب من ذوي البشرة السمراء يرتدي زيا حجازيا وتعلو رأسه عمامة مطرزة». يذكر أن هذه المداهمات للقبض على عناصر الفئة الضالة تعيد إلى الأذهان ما شهده حي البحر بالمدينة المنورة قبل أكثر من 11 عاما (2005) عندما تمت مداهمة الهالك صالح العوفي قائد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب حيث تم قتله في المداهمة خلال محاولته الفرار وقتل رجال الأمن.