تتعدد المشكلات التي تحاصر المشتغلات بالهندسة خلال أدائهن لهذه المهنة، والتي يتمنين أن تتغير لتتوافق مع أرض الواقع، ومنها أن شهادات التخرج الممنوحة لهن لا تتوافق مع التصنيف المعتمد، وأنه ليس لهن مكان في القطاع الحكومي، وخروجهن يخضع لرغبة الشركة المشكلة، عوضاً عن عدم التقبل من الآخرين لوجودهن في الميدان، هذا جزء من مشكلات المهندسات التي يعانين منها بعد التخرج وعند خوض مضمار العمل. مصممة المساحات الداخلية أريج غندور أوضحت أن هناك مشكلات كثيرة وعدة تبدأ منذ التخرج، إذ إن شهادة التخرج غير متوافقة مع التصنيف من بين مصممات ومهندسات، لأن مواد التخصص هي التي تحدد نوع التصنيف، وبسبب عدم الوضوح لا يوجد مسمى واضح وبالتالي تتأثر عملية التراخيص والعمل، كما أن التخصصات تتطور مثل تخصص الديكور الذي أصبح الآن مساحات داخلية ثم عمارة داخلية وللأسف أن هذا التطور يجهله الجمهور وبالتالي يرفض التعامل معه ويبحث عن المسمى الأول وهو الديكور ومهما تحاول إقناعه يرفض وبالتالي يتأثر عملنا بشكل كبير، فعدم وضوح التخصص يسبب إهدارا للمال العام والخاص. وعن الاستشارات أوضحت أريج قائلة إنها تتلقى استشارات للتصاميم الداخلية للمنازل والمكاتب والمطاعم والمحلات التجارية من الجنسين بشكل متواز ولم تتلق قط عرضاً من قطاع حكومي، ربما لأن أكثر ما يحتاج له القطاع الحكومي مقاولون وليس مهندسين بعكس القطاع الخاص. وأوضحت المهندسة المعمارية والمصممة الهندسية هناء إسكندر أن هناك مشكلات جمة يتصدرها عدم قدرتهن على النزول للميدان، علما أن خروجهن إلى أرض الواقع يصقل أفكارهن ويتيح لهن فرصة متابعة العمل عن قرب واكتساب خبرة كبيرة، وأن نزولهن للميدان يخضع لرغبة الشركة التي يعملن بها وليس لضرورة العمل، كذلك فهن محرومات من مقابلة العملاء، ويقتصر عملهن على المكاتب والكمبيوتر والتصاميم والرسومات والمناظير، وتتلخص الاستشارات التي يتلقينها على التصاميم الداخلية للوحدات السكنية، وأكثر استشارات يتلقينها من الرجال، فمشكلة السيدات أنهن لا يقتنعن بأفكارهن وجميع تعاملهن بالصور إذ تقوم السيدة بإحضار صورة من مجلة لنافذة تريد مثلها بغض النظر عن قابلية التنفيذ. وأشارت هناء إلى أن المعماريات مغيبات عن القطاع الحكومي وجميع أعمالهن مرتبطة بالقطاع الخاص. وطالبت إسكندر الهيئة العامة للمهندسين السعوديين بوضع تصنيف واضح للتخصصات يمكنهن من إصدار رخص تتوافق مع الخبرات الخاصة بهن بحيث لا يضطررن لختم تصاميمهن من مكاتب استشارية أخرى ويحظون باستقلالية في العمل.