ستبقى الدولة هي الدولة، ومن أراد أخذ دورها فسيحاسب كائنا من كان، هذه كلمة ولي العهد الأمير محمد بن نايف للسعوديين بعد عدد من أحداث الإرهاب. وفي حال قيام المجتمع بمساعدة للدولة ومؤسساتها لغرض ضبط الأمن وصيانة كيان الدولة فإن المهمة ستكون أسهل على الجميع. قبل أيام زارت سبع عشرة شخصية دينية واجتماعية وإعلامية من القطيف، سجن المباحث العامة بالمنطقة الشرقية، للاطلاع على ما يتضمنه مبنى السجن، وامتدت الزيارة خمس ساعات. جمعُ القطيف اطلع على الإمكانيات والرعاية الموفرة للمساجين. وفضلا عن المكافأة ثمة مساعدات أخرى، وتسديد إيجارات المنازل عنهم ودفع الرسوم والغرامات، إلى جانب دفع الرسوم الدراسية لأبنائهم خصوصا ذوي الاحتياجات الخاصة، كما شكلت المباحث العامة لجنة للتسوية تنظر في تسديد الديون والالتزامات والتعويضات عن الخسائر التي يتعرض لها الموقوف بسبب السجن. الأهم من ذلك ما يتعلق بالجانب الفكري، إذ أسس برنامج مناصحةٍ متكامل يحضر فيه متخصصون لنقاش المتورطين بالفكر المتطرف، هذا البرنامج تتم فيه المحاججة والنقاش ضمن المراجع التي يتكئ عليها الموقوف بحسب التطرف الذي اكتسبه من مذهبه، بنفس مستوى مناصحة الإرهابيين في مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة بالرياض. تلقى زوار السجن هجوماً من بعض المتحمسين في القطيف، والصحيح أن الزيارة تشكل نمطاً مهماً من التواصل مع الدولة، بدلا من الانعزال، والانكفاء، وتلقي الأوهام حول أوضاع السجون.