افتراءات تعذيب وإقصاء واتهامات من طرف جعل من أمن الوطن لعبة بين يديه ليكون من خلالها أداة تنفيذ لأجندة خارجية ويقدم ولاءه لأعداء نعمة الأمن والأمان تحت مسمى "الجهاد"، ولتفنيد كل تلك الإكاذيب فتحت المباحث العامة أبوابها بشفافية مطلقة للسلطة الرابعة في المجتمع لعدد من الإعلاميين والإعلاميات في زيارة مطولة لسجن المباحث العامة بالحائر للالتقاء بالموقوفين والوقوف على الخدمات المقدمة وذلك في زيارة امتدت 9 ساعات صباح الخميس الماضي مواجهة ساخنة وفي بداية اللقاءات هاجم الموقوف (ع.ش) الإعلاميين والإعلاميات خلال اللقاء كما قام بالتلفظ على مسؤولي الدولة متهماً إياهم بأنهم عملاء لدى الغرب، رافضا الاعتراف بأنه على خطأ مبدياً مناصرته للفئات الضالة وداعش وجبهة النصرة، مترفعاً عن الحديث مع الإعلاميات بشكل يكشف مدى تزمته وتطرفه الفكري. وعند مواجهته بخدمات الدولة الصحية والتعليمية له ولأسرته قال: (غصبونا نتعلم في مدارسهم ونتعالج في مستشفياتهم) بينما نفى الموقوف (م.ع) ما أفتراه صاحبه من وجود ضرب وإهانات شاكرا ومشيدا بتعامل المباحث العامة، ولكن كانت شكواه حول طول المحاكمات حيث أنه يحاكم منذ سبعة أعوام،-على حد ذكره- وفي ذات الوقت أبان مسؤول رفيع في المباحث العامة أن طول المحاكمات تأتي بسبب تداخل القضايا الإرهابية والعمليات المنفذة ببعضها ومدى تعقيدها. وكانت جميع الأبواب مفتوحة للاعلاميين لزيارة أي عنبر شاء الإعلاميين والالتقاء بأي فئة، اجتمع خلالها الفريق مع ذوي الفكر الضال في صالة خارجية مفتوحة بحميمة وبساطة، تم خلالها إجراء العديد من الحوارات المطولة، والتعاطي مع أسباب الانحراف وآلية الرجوع للطريق الصحيح. واعترف الموقوف (س.و) منذ 12 عاماً بخطئه وتصرفه الذي كان مبنياً على اندفاع مطلق نتيجة مايراه عبر وسائل الإعلام بالدول المجاورة، وقال: تعرفت على مجموعة كان لها ارتباط بالفكر الضال وكنت أتردد عليهم حتى تم إلقاء القبض علي، وبعد عدة جلسات مطولة نتيجة تداخل القضايا، حكم علي القاضي مؤخرا ب5 أعوام تضاف إلى المدة التي قضيتها. كما بادر الموقوف (ع.ت) بالحديث وقال: جهود المباحث تذكر وتشكر، ومن الجحود ألا أنصفها من الاتهامات المجحفة التي تردها، موضحا أن سبب إيقافه منذ 10 أعوام هو إيواء مجموعة من الإرهابين والتستر عليهم بسبب الفزعة ونظام القبيلة الذي لم ينفعه وغيره حيث دفعتهم "الحمية" على حساب أنفسهم وبيوتهم وزوجاتهم. ولاحظت "الرياض"خلال لقاءاتها أن من بين الموقوفين أكاديمي في إحدى الجامعات الحكومية كانت تهمته دعم المجاهدين من خلال جمع الأموال بصفة فردية، حيث أقر من خلالها بخطئه مشيرا الى ان اندفاعه واعتزازه بعلمه جعله يكون ممولا كبيرا للمقاتلين دون تصريح، بسبب الأقاويل التي ترده من أهل الفتن متجاهلا تعليمات ولي الأمر والحملات التي تقوم بها المملكة. التراجع عن الخطأ وبينما كان الفريق الاعلامي يتجول بين العنابر استوقف "الرياض" الموقوف (ب.م) المحكوم ب16عاماً أمضى منها 12 عاماً وقال: نعم أخطأت ولكن دفعني حماسي وصغر سني حينها إلى هذا المكان، حيث كان عمري 19 عاماً، فكانت والدتي حريصة على التحاقي بحلقات تحفيظ القرآن الكريم، ولكن للاسف تم التغرير بي من قبل أستاذ الحلقة الذي اقنعني ومجموعة من الدارسين بأهمية نصرة المجاهدين وتزويدهم بالطعام والشراب، وفعلا أخذت عدداً من الأطعمة من المنزل وتوجهت للاستراحة التي يأويهم أستاذ الحلقة فيها، وداهمتنا المباحث في ذاك اليوم. ولكن طموح الموقوف (ب.م) لم تتوقف حتى وإن تعثر نتيجة صغر سنه فأكمل دراسته والتحق بالجامعة وتخرج من كلية الإدارة والاقتصاد بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف، كما أنهى دبلوم في المعهد العلمي وحفظ القرآن، ولا تزال الآمال أمامه كبيرة في أن يعود فردا صالحا للمجتمع بعد انتهاء ماتبقى من محكوميته. واقترح الموقوف منذ 12 عاماً (س.ع) تطبيق آليات العقوبة البديلة، لمن يثبت حسن سلوكه واعتداله ولم يتبقى على محكوميته فترة طويلة، وحول قضيته قال: كنت أعمل في المجال التعليمي وقادني حماسي لاكتشاف هؤلاء المنحرفين، والأسباب التي دفعتهم لاعتناق مثل هذا الفكر، حتى أصبحت داعما لهم للأسف، فأصبحت ألتقي بهم بشكل مستمر وأدعمهم. وتخللت الجولة زيارة لعدد من المكاتب الحقوقيه والحكومية والأمنية بداخل سجن المباحث العامة، التي أكد فيها القائمون على مكتب الضمان الاجتماعي أن مساعدات الضمان بلغت 30 ألف ريال للأسرة الواحدة سنويا، بينما أكد مكتب هيئة التحقيق والادعاء العام أن 90% من الموجودين داخل السجن منظورة قضاياهم بالمحاكم ومنهم من تم الحكم عليه و10% فقط ما زالوا تحت التحقيق علما بأن الموقوف لا يبقى تحت التحقيق أكثر من سنة، كما أنه لم تثبت إدانة أي رجل أمن في التعدي على أي موقوف منذ عام 1432ه، وأكثر القضايا التي تردهم داخل السجن هي قضايا أعتداءات موقوفين على رجال الأمن وغالبا يتنازل رجال الأمن على حقهم احتسابا للأجر. «البيت العائلي» نموذج للتعامل الاستثنائي مع الموقوفين المثاليين.. و(11) عيادة للرعاية الصحية على مدار الساعة مناصحة واعتدال وتوجه الفريق بعد ذلك لمركز المناصحة بداخل السجن لاستيضاح آلية المناصحة، حيث تبين أن المناصحة تتم بداية بشكل فردي، ومن ثم إلحاق عدد من الموقوفين لدورة علمية بعد المناصحة الفردية يناقش فيها مواضيع خاصة بالجهاد والتكفير والولاء والبراء، لمدة 8 أسابيع وفي الأسبوع الأخير يخضع الموقوف فيها لاختبار تحريري لقياس مدى التأثير. كما تكشف الأحصائيات إلى أنه يوجد 2000 موقوف مر على المناصحة الفردية، وأقيم منذ عام 1425ه 26 دورة علمية، وعدد الذين استفادوا أكثر من 360 موقوف حتى الآن. مستشفى مركزي بعد ذلك انتقلنا إلى مستشفى الأمن المركزي التابع للمباحث العامة وكان يوجد به 25 طبيباً و 80 ممرضاً و11 عيادة و10 وحدات، مخصصة للموقوفين والموقوفات يعمل على مدار الساعة، وخلال الجولة قام الفريق بزيارة أحد الموقوفين والذي يرقد في المستشفى منذ 10 أعوام بعد أن أصيب بطلقة نارية في الظهر أثناء مواجهات مسلحة مع رجال الأمن، أكد فيها أن المعاملة ممتازة ولم يجد ما قالوا عنه من تعذيب وخلافه، وكان بجواره طاولة عليها عدد من المشروبات والمأكولات بحسب طلبه، موضحا أن بداية الفكر الذي اعتنقه جاء من خلف أحداث العراق وزيارته لمواقع الكترونية عبر الانترنت والتي حذر منها في الوقت ذاته. البيت العائلي وخلال الجولة مر الفريق على السجن الإنفرادي الذي يكون غالبا لمن هم تحت التحقيق أو حسب طلب الموقوف، وحجم الغرفة 2.5في4 كما يوجد بها شاشة تلفاز ودورة مياه، كما انتقلنا إلى البيت العائلي الذي كان بنظام فندقي لا يقل عن الخمس نجوم ويحتوي على 17 جناحاً متفاوتة حسب عدد أفراد الأسرة يكون كمكافأة للسجين الذي يثبت تحسناً في فكره وسلوكه، يعمل على خدمته نساء سعوديات, وتخصيص بطاقات ممغنطة لكل غرفة حسب المعمول به في الفنادق يتمكن الموقوف أو الموقوفة من دعوة ذويهم من أقارب ووالدين وزوج للمكوث بداخل تلك الوحدات لمدة 72 ساعة كحد أقصى, ومنذ افتتاحه قبل ثمانية أشهر استفاد منه أكثر من 51 موقوفاً وموقوفة من المثاليين والمثاليات, إلى جانب توفير حديقة وصالة ألعاب لأبناء الموقوفين والموقوفات داخل البيت العائلي, مع إعطاء الحرية لهم باختيار قائمة الأطعمة التي يرغبون بها، وقد استفاد من البيت العائلي منذ 10 أشهر أكثر من 20 موقوفاً حتى الآن. صرف أكثر من 684 مليون ريال كإعانات مالية شهرية للموقوفين وذويهم 3069 موقوفاً تقدم لهم أرقى الخدمات الصحية والتعليمية.. الهدف إصلاح وتأهيل فندت الوقائع حقيقة افتراءات معرفات الفتنة والداعمين للفكر المنحرف حول واقع سجون المباحث الذي يقطن فيه حتى نهاية 1435ه 3069 موقوفا، وأبانت الحقائق التي تكشفت خلال استضافة إعلاميين وإعلاميات لزيارة سجن المباحث العامة ورصد الواقع والالتقاء بالموقوفين والحديث معهم انه لا صحة لوجود عنف أو ضرب أو ضغط نفسي على الموقوفين والموقوفات، بل كان الوضع مختلفا تماما، من عناية واهتمام وتوفير كل ما يحتاجه الموقوف، حيث صرفت أكثر من 684 مليونا و 334 ألفا و 395 ريالا كإعانات مالية شهرية للموقوفين وذويهم حتى نهاية عام 1434ه ويتم تقديم إعاشة نقدية للسجين منذ دخوله للسجن مبلغ 1500 ريال شهريا، وتقديم إعاشة مطهية على أعلى مواصفات صحية يقوم عليها متخصصون، وتقديم وجبات خاصة بمرضى السكري، الضغط والسمنة، كما يسمح للنزلاء بمواصلة تعليمهم العام والجامعي، وتسهيل قبولهم في الجامعات بنظام الانتساب ودفع رسوم الدراسة، يوجد في كل سجن مكتبة مركزية مزودة بأعداد كبيرة من الكتب، يتاح للموقوف شراء ما يرغب من كتب من المكتبات الكبرى، توفير الصحف اليومية والمجلات والدوريات، الخروج يومياً للصالات الرياضية والساحات المفتوحة. هذا وكشفت الاحصائيات التي عرضتها المباحث العامة على الوفد الإعلامي حول عدد الموقوفين منذ عام 1431ه حتى نهاية عام 1435ه عام 1431ه: عدد الموقوفين 5501 موقوف عدد المطلق سراحهم: 499 موقوفاً عام 1432ه : عدد الموقوفين 4821 موقوفا عدد المطلق سراحهم 1953 موقوفا عام 1433ه: عدد الموقوفين 2815 موقوفا عدد المطلق سراحهم 219 موقوفا عام 1434ه: عدد الموقوفين 2289 موقوفا عدد المطلق سراحهم 1311 موقوفا عام 1435ه: 3069 موقوفا وسلطت المباحث العامة الضوء على النواحي الإجرائية التي تقوم بها سجون المباحث بدء من لحظة القبض إلى حين دور الحكم النهائي وتوثيقه بداية باستقبال الموقوف وإجراء الكشف عليه بعد التأكد من مسوغ الايقاف، إحاطة ذويه عن مكان ايقافه، إبلاغ الموقوف بحقوقه وواجباته واللوائح الداخلية وأخذ توقيعه بالعلم عليها، جرد متعلقاته الشخصية وحفظها بقسم الأمانات، تزويده بملابس جديدة وأدوات النظافة الشخصية، التأكد من توفر المستلزمات الضرورية والصحية بمكان ايقافه. كما نجحت المباحث العامة بمحاربة الجهل لدى بعض الموقوفين من خلال الحاقهم ببرامج التعليم العام والجامعي، حيث بلغ عدد الدارسين في التعليم العام والجامعي لعام 1433ه 991 دارسا، وفي عام 1434ه بلغ عددهم 735 دارسا، وخلال الفصل الدراسي الأول من عام 1435ه بلغ عددهم 643 دارسا. كما خصصت ميزانية للموقوف بصرف مساعدة مالية شهرية مقدارها 2000 ريال للأعزب كحد أدنى، كما يصرف للزوجة والوالدين راتبا شهريا بالإضافة إلى المساعدات المقطوعة في المناسبات، وتسديد ايجارات المنازل عن الموقوفين ودفع الرسوم والغرامات، إلى جانب دفع الرسوم الدراسية لابنائهم خصوصا ذوي الاحتياجات الخاصة، كما شكلت المباحث العامة لجنة للتسوية تنظر في تسديد الديون والالتزامات والتعويضات عن الخسائر التي يتعرض لها الموقوف بسبب السجن ولم تتجاهل المباحث العامة الحالة الصحية التي قد تصيب ذوي الموقوفين، فأصدرت العديد من أوامر العلاج داخل وخارج المملكة حيث بلغ عدد أوامر العلاج لذوي الموقوفين من آباء وأبناء وزوجات داخل وخارج المملكة 789 أمر علاج. عنابر سجون المباحث من الداخل مستشفى السجن يضم كافة التخصصات الطبية قسم الموقوفين المثاليين لفتة حانية وغير مسبوقة رعاية طبية متميزة تقدم لكل موقوف