عاد المشهد الثقافي، أمس (21 مايو) لذكرى وفاة الشاعر العربي المصري أمل دنقل، الذي عرف بروحه الثائرة وكلمة «لا»، إذ شكل الملجأ الوحيد بتصويره الغضب الذي عرف به، خصوصا قصيدته «لا تصالح» التي عبر خلالها عن رفضه الشامخ في قبول الذل والعار عندما قال فيها: «لا تصالح على الدم حتى بدم، لا تصالح ولو قيل رأس برأس أكل رؤوس سواء»، وكان قد كتب أول دواوينه «البكاء بين يدي زرقاء اليمامة» إثر نكسة 67. القارئ المتمرس يتلمس لأمل دنقل التراكيب الشعرية العميقة والصور الإيحائية المقتضبة من التمرد الذي كان ينادي به الشاعر والذي كان يتقصد تصويره في دواوينه، فديوانه الأخير «أوراق الغرفة8» كان بعد معاناة طويلة مع مرض السرطان الذي توفي على أثره في مايو 1983، ويعود سبب تسميته للديوان لرقم غرفته رقم ثمانية بالدور السابع في المعهد القومي للأورام، وفي إحدى قصائد الديوان يقول: «في غرف العمليات كان نقاب الأطباء أبيض، لون المعاطف أبيض، تاج الحكيمات أبيض، أردية الراهبات والملاءات لون الأسرة أربطة الشاش والقطن كل هذا يشيع بقلبي الوهن، كل هذا البياض يذكرني بالكفن. ولد الشاعر دنقل في أسرة صعيدية بقرية القلعة، وأطلق عليه والده هذا الاسم (أمل) بعدما شعر بالأمل بحصوله على الإجازة العالمية، وتأثر أمل بوالده الذي كان أحد علماء الأزهر بكتابة الشعر العامودي وبمكتبته الضخمة والتي كانت تضم مجموعة كبيرة من الكتب المتخصصة في التراث العربي. صدر له ستة دواوين شعرية: «البكاء بين زرقاء اليمامة، تعليق على ما حدث، مقتل القمر، العهد الآتي، أقوال جديدة عن حرب بسوس، إجازة فوق شاطئ البحر، وأوراق الغرفة 8».