يروق للبعض اعتبار إيران دولة شيعية حامية لإخوتنا الشيعة لأن في خلق هذا الصنم الشيعي ما يبرر لهم على صعيد آخر تغذية نفس طائفي لا يبقي ولا يذر بين السنة والشيعة !! ولذلك فهم يفسرون كل الأحداث التي تحصل في منطقتنا من خلال هذا المنظار الطائفي المقيت، وهم في الحقيقة بعلم أو دون علم منهم يخدمون مصالح الدولة القومية الإيرانية التي لايمكنها أن تتسلل إلى الدول والشعوب إلا من خلال هذا النفس الطائفي بين السنة والشيعة !! إن اعتبار إيران دولة شيعية أو معاملتها على هذا الأساس سياسيا ودينيا وثقافيا أحد أكبر الأخطاء التي تم اقترافها في حق الشعوب العربية خصوصا المجاورة لإيران على أي طائفة ومذهب كانوا بل أن هذه التهمة تصب في مصلحتها دائما.. إيران ومنذ 400 عام تقريبا نظام دولة يؤمن بقوميته الفارسية التوسعية العنصرية الصفوية أكثر من إيمانه بأي دين أو مذهب.. فإيران هي من ينكل ويعدم الأحوازيين الشيعة ويحتل أرضهم وينهب ثرواتهم لأنهم يعارضون طموحاتهم التوسعية واستنزافها لكل الثروات العربية في الأحواز ولم يمنعها كون الأحوازيين شيعة !! وإيران ذاتها هي من يدعم جيرانها المسيح الأرمن ضد جيرانها الآخرين الشيعة الأذربيجانيين في إقليم كره باخ، وإيران هي من فجرت مراقد الشيعة في سامراء لأجل إذكاء نار الفتنة بين الشيعة والسنة العرب..!! وإيران هي من تحارب وجود أي مرجعية شيعية في العراق التي هي المرجعية الأصل وقامت باختطافها إلى قم في إيران حتى تهندس طموحاتها التوسعية الصفوية، وإيران الخميني هي من اخترعت ولاية الفقيه في المذهب الشيعي واغتالت كل من عارض ذلك من علماء الشيعة حتى توائم المذهب مع طموحاتها.. إيران لا تدعم الشيعة إلا إذا كانوا يحققون طموحاتها ويلعقون أحذيتها ولذلك هي تحارب دائما أي تشيع عربي أو أي تشيع خارج دائرتها، والشيعة العرب في الأحواز العراق عرفوا ذلك وقالوا به في كتبهم وتصاريحهم ومظاهراتهم..!! إيران هدفها إدخال المنطقة في حرب طائفية يقتل فيها العرب بعضهم شيعة وسنة بشرط ألا تكون الحرب على أرض إيران !! أحد نواب البرلمان الإيراني عندما سئل لماذا لم تحارب إيران ضد السعودية في عاصفة الحزم ذكر أسبابا عدة منها أن قال «دعوا السحالي تقتل بعضها بعضا» يقصد بالسحالي العرب !! وعندما خاض صدام حسين حربا ضروسا ضد إيران امتدت إلى ثماني سنوات خاضها بجيش 75% من جنوده وضباطه شيعة.. وكان يدير حربه الإعلامية بمصطلحات كالمجوس والصفويين الجدد والقادسية وغيرها.. !! وعندما تتسلل إيران إلى أي دولة عربية تنكل بالشيعة والسنة سوية ما داموا معارضين لنزعتها القومية وهيمنتها الصفوية، ينبغي أن يكشف للأغبياء أو المخدوعين من السنة والشيعة أن إيران فعلا ليست دولة شيعية وأنها تستخدمهم فقط لإدارة صراعها وللركوب عليهم لأجل مطامعها..!! أما الركض في الإطار الذي تريد أن ترسمه إيران لنفسها أنها راعية للشيعة ضد السنة فهذا هو ما تريده بالضبط لنظامها، وللإطار الذي تضع السنة والشيعة فيه لتحشد كل نواياها الشريرة ولتبدد أي نزعة وطنية تجمع ما بين طائفتي الإسلام الكبرى وتؤطر في ذات الوقت نفسها كحامية للشيعة العرب وهو ما لا ينبغي أن نسمح به ولا أن نسايرها فيه.. فنحن أولى بشيعتنا وسنتنا من نظام الملالي في إيران !! [email protected]