رداءة تخزين المواد الغذائية التي كشفتها جهات مختصة لشركة غذاء تشرف على مستشفى حكومي في الطائف، دفعت بمطالب الكثير من المواطنين والمرضى في مناطق المملكة للمطالبات بإعادة النظر في شركات الغذاء في المستشفيات الحكومية، وأعادت شكوك مواطنين حول نظافة الأطعمة المقدمة وسلامة تخزينها. ويسود استياء عام من كثير من الخدمات المقدمة في المستشفيات الحكومية، حتى أن مواطنين يعتقدون بأن المستشفيات الخاصة والحكومية الخارجة من مظلة وزارة الصحة كالتابعة للقطاعات العسكرية والجامعات، وتعتقد سيدة فقدت طفلها في مستشفى حكومي بسبب ما تراه إهمالاً، أن الضعف يعتري كافة الأقسام بما فيها الأطعمة التي تقدم. ويرى مواطنون أن تضييق الخناق في الرقابة على الشركات المشغلة، سيساهم في تنويع الغذاء الجيد بدلا من الكسب المادي البحت، وسيفعل محاسبة المقصرين في تقديم وجبات صحية للمرضى، خصوصا أولئك الذين يرقدون في العناية المركزة. من جهتها، تؤكد وزارة الصحة وجود مراقبة لهذه الشركات وتقييم لعملها من قبل لجان إشراف يتجاوز عدد العاملين بها 1300 اختصاصي تغذية، ويتم تقديم أكثر من 67 مليون وجبة سنويا. وكشف مدير عام إدارة العلاقات العامة والإعلام في وزارة الصحة عصام توفيق ل«عكاظ» الميزانية المخصصة لتغذية المرضى المنومين في المستشفيات في مناطق المملكة كافة، بأنه يتم سنويا تخصيص ميزانية تحت مسمى بند التغذية من قبل الإدارة العامة للميزانية في الوزارة كجهة مختصة بذلك. وأضاف: «تقدم وجبات غذائية للمرضى المنومين بالمستشفيات، ومرافقيهم، والمناوبين، والتمريض في كافة المستشفيات، بما في ذلك خلال موسمي الحج والعمرة في مكةالمكرمة، والمدينة المنورة، والمشاعر المقدسة وفق شروط ومواصفات فنية تشغيلية، تراعى فيها الجودة والسلامة الغذائية». وبين أن نحو 25 شركة ومؤسسة تعمل في مجال الخدمات الغذائية، لتقديم الوجبات في المستشفيات والقطاعات الصحية، مشيرة إلى أنها تخضع لمراقبة مباشرة من قبل قسم التغذية في المستشفيات التابعة للوزارة. وأوضح أن تشغيل أقسام التغذية وتقديم الوجبات الغذائية لمستحقيها بمستشفيات الوزارة يتم عن طريق القطاع الخاص منذ أكثر من (35 عاما)، «وتعتبر ناجحة جدا نظرا لطبيعة أعمال التغذية التشغيلية في تأمين المتطلبات والمستلزمات الخاصة بالعمل، ويتم تحت إشراف الوزارة وعبر كفاءات مؤهلة في مجال التغذية». وأكد حصول المؤسسات والشركات العاملة على تصنيف من قبل وكالة تصنيف المقاولين بحسب الدرجات الفنية، «وتندرج تحت مسمى (تغذية المراكز الطبية)، ويتم الترسية على المقاولين المؤهلين والمصنفين وذوي الخبرة الطويلة في التغذية الطبية، كما أن هناك تقارير فنية شهرية على أداء وسير عمل جميع مواقع المستشفيات، وتطبق عليها التعليمات والأنظمة في سير العمل». ولعل الملاحظ أن قائمة الطعام المقدمة في المستشفيات تخلو من الخيارات «المترفة» ، إذ تعتمد على القيمة الصحية، وقال مسؤول الصحة إن شروط ومواصفات التغذية التي تبرم بموجبها عقود التغذية يطبق من خلالها تأمين المواد الغذائية المطلوبة، ويتم تخزينها وحفظها عن طريق غرف التبريد، وغرف التجميد ومستودعات مخصصة للمواد الغذائية الجافة تتوافق مع الاشتراطات الصحية في ذلك.