تطلعات عدة وطموحات عالية يبثها المثقفون لاسيما بعد أن أعلنت الرؤية السعودية 2030 اهتمامها الواضح بالثقافة والفنون وخصوصا بعد أن صدر الأمر الملكي بإنشاء هيئة عامة للثقافة، ترى كيف يرى المثقفون والأدباء هذه المرحلة المتغيرة والمتجددة. «عكاظ» استطلعت آراء عدد من المثقفين الذين طالبوا بعقد مؤتمر ثقافي لرسم معالم وملامح هيئة الثقافة بحيث تدعى إليه النخب المثقفة.. وطالبوا بضرورة الاستفادة من التوصيات السابقة التي ظلت حبيسة الأدراج، في البدء تحدث الشاعر الدكتور يوسف العارف بقوله: لقد تحقق الحلم الذي كان ينتظره الأدباء والمثقفون السعوديون، ذلك أن الثقافة المحلية همشت وتفرق دمها بين الجهات الحكومية المتعددة، حتى جاءت وزارة الثقافة والإعلام فابتهجنا وفرحنا، لأنها ستلم شتاتنا، وتجمع تفرقنا، ولكنها ضاعت مرة أخرى في الفلك الإعلامي وإن كانت فعلا قدمت ما تستطيعه لخدمة المجتمع الثقافي من خلال الإشراف على الأندية الأدبية وإقرار مبدأ الانتخابات ومعرضي الرياضوجدة للكتاب ومؤتمرات الأدباء وغيرها من الجهود التي تذكر وتشكر، ويضيف: واليوم وقد أقرت الرؤية الوطنية الجديدة (2030) وما جاء بعدها من قرارات تغييرية وتطويرية ومنها هيئة الثقافة جعلت المثقف السعودي أمام تحديات جديدة وطموحات كبيرة وتطلعات مستقبلية بكثير من التفاؤل والنظرات الإيجابية لغد ثقافي أجمل، ووعي متجدد، ومن هنا فدورنا كمثقفين أن نبادر ونشارك في رسم الخطوط العريضة لهذه الهيئة الوليدة. ويضيف الدكتور يوسف العارف لعلي أطرح عددا من التساؤلات: ما هي العلاقة المتوقعة بين الهيئة والوزارة؟ لاسيما وأن الأمر الملكي أشار إلى أن مجلس إدارة الهيئة بإشراف وزير الثقافة؟ وما دور وكالة الوزارة للشؤون الثقافية؟ وهل الهيئة مستقلة أو تابعة؟ ويستطرد: لكي أفكر بصوت تشاركي لما هو مأمول فأتوقع وأتمنى الاستقلالية لهذه الهيئة حتى تباشر أعمالها بكل فاعلية بعيدا عن البيروقراطية الإدارية التى ستكبلها، وهنا أقترح أن تقوم الوزارة بعقد مؤتمر ثقافي لرسم معالم وملامح هذه الهيئة وتدعى إليه النخب المثقفة، أو أن تكلف الأندية الأدبية وجمعيات الفنون بتنظيم ورش عمل لهذا الغرض والخروج بتصورات عملية لتفعيل إستراتيجيات ثقافية تبدأ بها الهيئة أعمالها، ويقترح العارف: العودة إلى أراشيف الوزارة والاطلاع على توصيات المثقفين حول الإستراتيجية الوطنية للثقافة لتتبناها الهيئة وتعمل عليها، كما أقترح اختيار أمين عام للهيئة من الأسماء الثقافية المعروفة بعطاءاتها الثقافية والفكرية والأدبية أمثال الدكتور عبدالعزيز السبيل والدكتور أبوبكر باقادر والدكتور سعد البازعي والدكتور عبدالله الوشمي وغيرهم، وأقترح أن تكون من أوليات أعمال الهيئة ردم الفجوة بين جمعيات الفنون والأندية الأدبية في كيان جديد موحد مثل المراكز الثقافية أو قصور الثقافة، وتفريغ الأديب وصياغة المشاريع الثقافية داخليا وخارجيا والإفراج عن جائزة الدولة التقديرية وصندوق الأدباء ودعم الكتاب السعودي، وتشكيل رابطة الأدباء واتحاد الكتاب والمثقفين ويختم بقوله: لعلنا نستبشر خيرا بأن الثقافة السعودية أمام منعطف حضاري جديد وستدخل عصر المنافسة والتجديد وما على المثقفين إلا التشمير عن سواعد الجد للانطلاق نحو تحقيق الرؤية السعودية (2030). أما الناقدة إيمان الحازمي فتقول: الهيئة العامة للثقافة وليدة الرؤية السعودية، ومن هذا المنطلق نبني تطلعاتنا لهيئة الثقافة العامة، اعتمدت الرؤية على محور رئيس وهو المجتمع الحيوي وإنتاجيته، ولا شك أن المعرقل لهذا الحراك الحيوي هو (البيروقراطية) التي تثبط المشروع الثقافي الذي تديره المؤسسات الثقافية ومنها النوادي الأدبية، وعندما نعول على الهيئة العامة للثقافة لا نأمل بأن تعمل عملا خارقا وسريعا إنما نتطلع لأن تحقق خلال السنوات القادمة حراكا ثقافيا فاعلا في المجتمع بمراجعة وتقويم اللوائح التي أعدت سابقا للنوادي الأدبية، التي شكلت عقبة في سبيل التفاعل الثقافي والأدبي، إذ أهملت النظر إلى المثقف والأديب الحقيقي واهتمت بطرح أكاديمي له اشتراطات بالعمر والمؤهل والتخصص ولم تحقق بذلك فارقا بين النادي الأدبي أو القسم الأكاديمي، وأثقلت كاهل إدارة النادي بمهام روتينية أبعدت المثقف والأديب غير المتخصص في مجال الأدب عنها وأدخلت مهمات واجتماعات كان يمكن تقليصها عوضا عن استنفاد طاقة إدارتها وأعضائها.