طالب عدد من المثقفين بضرورة اختيار الأعمال الأدبية السعودية للترجمة عن طريق مؤسسات ثقافية وأدبية، سواء هيئة الثقافة أو جائزة الملك عبدالله للترجمة، بعيدا عن الاجتهادات الشخصية لبعض المؤلفين التي قد تسيء إلى الأدب السعودي بشكل عام. وأكد الدكتور يوسف العارف أن موضوع ترجمة الأدب السعودي موضوع مهم جدا، كون ما يترجم يعكس مستوى الأدب والثقافة في المملكة ولابد أن لا يسمح للأفراد بترجمة مؤلفاتهم دون الرجوع إلى مرجعية أو هيئة، وقال «هنا أطالب إما هيئة الثقافة بعد تشكيلها بأن يكون موضوع ترجمة الأدب السعودي أولى اهتماماتها أو جائزة الملك عبدالله للترجمة أن تكون ضمن نشاطاتها اختيار ما يترجم ومن ثم ترجمته والترويج له في كل العالم»، وأضاف العارف «أتذكر أن وزارة الثقافة إبان وزيرها السابق إياد مدني اختارت عددا من الأعمال الأدبية، وكان أحد كتبي الشعرية منها، وتمت ترجمتها بعدة لغات، ولكن سرعان ما اختفى هذا المشروع الحيوي والمهم جدا»، مطالبا وزارة الثقافة والإعلام بضرورة الاهتمام بهذا الملف ودعمه والشروع في تنفيذه بأسرع وقت. من جهته، يقول الشاعر حسن القرني «إن صورتك الخارجية لن تعدو كونها مرآة لحقيقتك الداخلية، ومن واقع قراءتي للمشهد الأدبي السعودي والترجمة، فالكتب التي تمت ترجمتها لا ترسم صورة نسمو إليها، وهذا يعود إلى كونها رغبات شخصية وجهدا منفردا، فلا يوجد لدينا عمل مؤسسي جماعي يصب في خانة تقديم الأدب السعودي بصورة لائقة». وأضاف «عندما أقول جهد شخصي فأعني ما يقوم به الأديب نفسه، فتجده يدفع من ماله لترجمة كتابه». وأشار القرني إلى أن من أهم دوافع الترجمة الجوائز العالمية، فالحاصل على جائزة عالمية معروفة ستتم ترجمة أعماله وسيدخل المكتبات الأوروبية من بابها الواسع، وهذا لم يحصل لأدبائنا المحليين. وأوضح أنه لتحسين صورة الأدب السعودي من خلال الترجمة، لابد أن نهتم بالأدب نفسه في الداخل، فالخوف الموجود في دواخل الأدباء يؤثر سلبا على انطلاقهم في الإبداع، والمؤسسات الثقافية (الحكومية) عليها مسؤولية رفع هذا الخوف. كما عليها أن تتخلى عن سياسة المجاملات والمحسوبيات على حساب الحراك الأدبي الخلاق. وشدد على ضرورة تسليم الثقافة لأهلها للخروج بأعمال أدبية سعودية مترجمة ترتقي بالثقافة السعودية. فيما قال القاص ضيف فهد «جزئية كل المترجم سيئ أو غير ملتفت له، جزئية تنقصها الدقة الإحصائية وتحتاج إرفاق بيان بأسماء الكتب السعودية المترجمة إلى لغات أخرى والإشارة إلى ما تراه غير جدير بالترجمة والأسباب التي بنيت عليها هذا الرأي، ومن وجهة نظري أن كل ترجمة للكتاب السعودي مهما كانت أهميته تعتبر أمرا جيدا وإن على الجانب التعريفي، أو كخطوة أولى يتبعها خطوات أكثر انتقائية، والمهم في هذا الجانب وحتى يتم تلافي أي خلل، لابد أن تتم الترجمة والاختيار بعمل مؤسسي وتحت إشراف فريق متخصص ومحايد، وأن نبتعد قدر الإمكان عن الجهود الفردية التي يقوم بها المؤلفون بأنفسهم، بهكذا خطوة سوف نؤسس لترجمة مضادة تقدم وتحتفي بالمنتج الفكري والإبداعي السعودي بطريقة مشرفة».