قال عضو مجمع الفقه الإسلامي الدولي، رئيس مجمع الأقطاب الإسلامية في دمشق الأستاذ الدكتور محمد عبداللطيف الفرفور ان السياسة الشرعية في الدين الإسلامي تجمع ولا تفرق. واعتبر أن الحج بوصفه أضخم تجمع إسلامي إنما جاء لخدمة السياسة النبوية العليا. جاء ذلك في معرض رده على تصريحات الأقطاب الإيرانية الأخيرة بشأن محاولاتهم الزج بأحد أركان الإسلام في السياسة، والصراعات المذهبية المقيتة. وأكد الفرفور في تصريح إلى «الحياة» أن «هناك سياستين تطبقان سياسة إسلامية عليا، وأخرى محلية، السياسة الإسلامية العليا لا تعترف بهذه التناقضات الموجودة بين الدول وبهذه العنعنات الشخصية الموجودة بين الأفراد فجيء بها من أجل جمع كلمة المسلمين والعرب، فكل ما يجمع كلمة المسلمين والعرب فهو من السياسة الإسلامية العليا، فلا يمكن أن نبعد الدين عن السياسة فهي تجمع ولا تفرق وتوفق ولا تمزق وهذه السياسة النبوية، فليس معنى السياسة كما هو مفهوم اليوم لأغراض فردية كما جيء بها في الآونة الأخيرة في الأيام السوداء للأمة العربية ولا نعترف على هذه السياسة، لأن سياستنا تجمع الأمة جميعها تحت لواء لا إله إلا الله وكل ما يجمع تحت هذا اللواء سياسة. والنبي عليه السلام كان يسوس الناس وخلفاؤه الراشدون وسلفنا الصالح كانوا يسوسون الناس إلى ما فيه هداهم، ولكن لا يعتدون على أحد بلفظ أو يعادون أحداً». وزاد عطفاً على ما أكد بالقول: «فالمسلم لا عدو له إلا الشيطان واليهود المحتلون، ولا يوجد مسلم يقول لا اله إلا الله عدواً لنا، لأنه لو حصل يكون خرج عن الملة، ولكن قد نخالفه ولكن لا نعاديه، فيمكن مناقشته ومناظرته والتعاون معه على الخير والاجتماع على ما تم الاتفاق عليه، أما ما يحصل اليوم في ما نسمع به يكون سياسة محلية وأكثرها لا خير فيه ويجب إصلاحها حتى تنأطر تحت السياسة النبوية العليا». وأضاف: «الحج وظف ليخدم السياسة النبوية العليا ولا يخدم السياسة المحلية والشخصية والقبلية والحزبية، وهذا الأمر سياسي نبوي عظيم، أما إذا وظف الحج لتفريق المسلمين فهذه تعتبر سياسة سيئة جاءت من لدى الاستعمار، وهناك سياستان إحداهما محمودة والأخرى مذمومة، ولكي يتمكن العلماء المسلمون من تجميد مثل هذه المواقف يجب أن يمسكوا بميزان الشريعة، فما أحله الله أحللناه وما حرمه الله حرمناه وما شرعه الشرع الحكيم نفذناه وما نهى عنه تركناه». وأشار الفرفور إلى أن «من ضمن مدونات المجمع لدي رسالة ناقشتها عن آثار التسييس المذهبي ونوقشت في مجمع الفقه الإسلامي، وهي الإسلام هو الدين والمذهب شارح يؤخذ به بقدر اقترابه من الدين الحق، ونالت استحسانهم وأصبحت ورقة عملية من أوراق المجمع، والمملكة العربية السعودية قائمة على خدمة الحجيج بالشكل المطلوب ولم تقصر». ورفض الفرفور أن يعلق على إدانة الموقف الفقهي الإيراني لتسييس الحج وأيضاً الموقف المنتظر من علماء الدين الإيراني لأنه لا يود أن يدخل في السياسة المحلية كما يقول. وكان مجمع الفقه الدولي الذي يعد أكبر مؤسسة فقهية إسلامية أوصى حجاج بيت الله الحرام بالالتزام بتعاليم الدين الإسلامي من آداب وسلوك أثناء فترة أدائهم للمناسك في الحرمين الشريفين والأماكن المقدسة، لافتاً إلى أن على الحاج أن يستشعر قدسية المكان وحرمة الزمان، إضافة إلى تجنبهم زرع الفتن وإثارة الخلافات وترديد الشعارات والإساءة للحرم الآمن وإزعاج ضيوف الرحمن. وجاء في بيان أصدره هذا الأسبوع الأمين العام للمجمع الشيخ الدكتور عبدالسلام داود العبادي أنه تزامناً مع توافد حجاج بيت الله الحرام إلى الأماكن المقدسة لأداء فريضة الحج، «فإن مجمع الفقه الإسلامي الدولي باسم علماء الأمة الإسلامية، وانطلاقاً من إيمانه بضرورة أن يؤدي حجاج بيت الله الحرام هذه الفريضة في يسر وسلام وسكينة، يحققون بها ما جاءوا من أجله، ويعودون بعد انقضائها إلى أوطانهم وديارهم متطهرين من ذنوبهم كيوم ولدتهم أمهاتهم. يذكر حجاج بيت الله الحرام بما يجب عليهم التحلي به من آداب وسلوك أثناء فترة أدائهم للمناسك في الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة». وأوضح المجمع أن الحاج يجب أن يستشعر قدسية المكان وحرمة الزمان، مشيراً إلى أن للحج غايتين: الأولى شهود المنافع للأمة وللأفراد والمشاركة فيها، الثانية ذكر الله عز وجل في أيام معلومات.