رحبت السعودية بالحجاج والمعتمرين والزوار من مختلف بقاع العالم وبمختلف جنسياتهم وانتماءاتهم المذهبية، وأكدت أنها لا تمنع أي مسلم من أداء مناسك الحج والعمرة. وحمّلت الحكومة الإيرانية مسؤولية عدم قدوم مواطنيها إلى المملكة لأداء فريضة الحج هذا العام 1437ه، مشيرة إلى أنها قدمت كل التسهيلات للوفد الإيراني الذي زار المملكة أخيراً، وأصرّ على تحقيق مطالب متشددة تتعلق بالتأشيرات والنقل الجوي، وأبانت أن توقّف قدوم المعتمرين الإيرانيين من داخل إيران حدث من حكومة طهران، التي تتخذ ذلك وسيلة ضغط على الرياض. وقالت وزارة الحج والعمرة في بيان صحافي أمس إنه تمت دعوة رئيس منظمة الحج والزيارة الإيرانية سعيد أوحدي للقدوم إلى المملكة لبحث ومناقشة ترتيبات شؤون ومتطلبات حجاجهم القادمين لأداء مناسك الحج لهذا العام، وحصل الوفد الإيراني على تأشيرة القدوم إلى المملكة من طريق ممثليتها في دبي في 29 جمادى الآخرة، والتقت الوزارة بوفد شؤون الحج في إيران برئاسة أوحدي في 7 رجب الماضي، وتم خلال اللقاء بحث كل الأمور المتعلقة بالزيارة وشؤون الحج للإيرانيين. واتهم البيان الوفد الإيراني بالتشدد في مطالبه، إذ رفض الوفد «التوقيع على محضر الاتفاق لإنهاء ترتيبات حج هذا العام، معللاً ذلك برغبته في عرضه على مرجعيتهم في إيران، مبدياً إصراراً شديداً على تلبية مطالبهم المتمثلة في عدد من الأمور، وهي: أن تمنح التأشيرات لحجاجهم من داخل إيران، وإعادة صياغة الفقرة الخاصة بالطيران المدني في ما يتعلق بمناصفة نقل الحجاج بين الناقل الجوي الإيراني والناقل الجوي السعودي، ما يعد مخالفة للمعمول به دولياً، وتضمين فقرات في المحضر تسمح لهم بإقامة دعاء كميل ومراسم البراءة ونشرة زائر، وهذه التجمعات تعوق حركة بقية الحجيج من دول العالم الإسلامي». وأشار بيان وزارة الحج والعمرة إلى أن الوفد الإيراني غادر المملكة في 12 رجب الماضي من دون التوقيع على محضر الاتفاق لترتيبات حجاجهم، مع العلم بأن وزارة الحج والعمرة رحبت وأوضحت للوفد الإيراني أنه في ما يتعلق بمنح التأشيرات للحجاج الإيرانيين، فإنه بالإمكان الحصول على تأشيرات الحج إلكترونياً، من خلال إدخال بيانات حجاجهم باستخدام النظام الإلكتروني الموحّد لحجاج الخارج. وفي شأن توقف قدوم المعتمرين الإيرانيين من داخل إيران، قال البيان: «إن وزارة الحج والعمرة تود أن تنوّه إلى أن السلطات في المملكة لم تمنع مطلقاً المعتمرين الإيرانيين من القدوم، وأن المنع حدث من الحكومة الإيرانية، إذ يتخذون ذلك وسيلة من وسائل الضغط المتعددة على حكومة المملكة». وأشارت وزارة الحج والعمرة إلى أنها أصدرت هذا البيان لتؤكد مرة أخرى أن السعودية قيادة وحكومة وشعباً ترحب بكل الحجاج والمعتمرين والزوار من مختلف بقاع العالم ومن مختلف جنسياتهم وانتماءاتهم المذهبية، وأنها لا تمنع أي مسلم من القدوم إلى الأراضي المقدسة وممارسة شعائره الدينية طالما كان ذلك في إطار الالتزام بالأنظمة والتعليمات المنظمة لشؤون الحج. وشددت على أن السعودية سخّرت كل الإمكانات المادية والبشرية لخدمة ضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين والزوار، لضمان أمنهم وسلامتهم وراحتهم خلال أدائهم مناسك الحج والعمرة، وأن من قرر منع مواطنيه من هذا الحق فهذا القرار يعود إليه، وسيكون مسؤولاً أمام الله وأمام العالم أجمع. وكانت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء ذكرت أمس (الخميس) أن الإيرانيين لن يتمكنوا من أداء مناسك الحج هذا العام، لعدم اتفاق الرياضوطهران على التفاصيل التنظيمية بعد قطع العلاقات الديبلوماسية بينهما في كانون الثاني (يناير) الماضي، مشيرة إلى أن وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي علي جنتي حمّل الرياض مسؤولية فشل المحادثات. وقال جنتي، الذي تشرف وزارته على ترتيبات حج الإيرانيين: «لم نتوصل إلى ترتيبات، والآن تأخر الوقت»، مضيفاً أن «تخريب (هذا الأمر) جاء من الجانب السعودي» وهو الأمر الذي فنّده البيان السعودي.