اختتم ملتقى الشعر العربي لقصيدة النثر في مدينة وجدة بمملكة المغرب، أمس (الإثنين) فعالياته ليومين، وشهد عدة محاضرات وقراءات شعرية وحوارات أدبية، قراءة شعرية للشعراء: حسين حبش (ألمانيا)، صالح زمانان (المملكة)، علي كنانة (السويد)، وأصبوحة شعرية مع عزف موسيقي، ولقاء مفتوحا بين الشعراء وطلاب الدراسات العليا. وانفرد الشاعر والمسرحي صالح زمانان بالمشاركة السعودية الوحيدة في المهرجان، وقدم زمانان خلال فعاليات المهرجان قراءتين شعريتين قرأ فيهما العديد من نصوص قصيدة النثر التي نشرها في مجموعته عائد من أبيه، أو من مجموعته الجديدة منها نصوص: القطارات والعزلة والطوفان وحكاية الصليب، كما قرأ متوالية نصية بعنوان مخطوطة الأخدود، التي تتناول مسقط رأس الشاعر (منطقة نجران). من جانبه، تناول الناقد الدكتور رشيد يحياوي في محاضرته «قصيدة النثر.. الأنواعية والتناصات»، الجوانب التأصيلية والجوانب التفاعلية، وهامش الإشكال والصراع بين فصائل المعية والضدية لهذا المنهج الشعري في العالم العربي، مستحضرا موقف المعارضين لمن يعتبرون قصيدة النثر دخيلة على الأدب العربي أن العكس صحيح، وأن أصولها ترجع لكل الإشراقات النثرية العربية القديمة، من بينها إشراقات النصوص الصوفية التي كانت سباقة لكسر الجدار الفاصل بين الشعر والنثر والتعبير عن الرؤية المتوترة لعلاقة الذات بالعالم. وبين يحياوي أن النقد العربي لقصيدة النثر يشتغل باستعارات ذات مرجعية جنسانية، أدت إلى وجود تصور يرى أنه حدث تزاوج بين النثر وهو مذكر، وبين القصيدة وهي مؤنث، ولذلك يتصور أن قصيدة النثر توجد في حالة مهلهلة تحتاج إلى الوزن باعتباره مذكرا أيضا لبنائها، مؤكدا أن قصيدة النثر كتابة شعرية تتجاوب فيها حدوس الشاعر للعوالم المختلفة المرئية وغير المرئية لأنها أفق يضع الذات أمام مأزق وجودها المتشظي في حاضره ومستقبله. على صعيد متصل، بمناسبة اختتام مهرجان الإبداع المسرحي في الدار البيضاء، كرمت وزارة الثقافة المغربية فرع جمعية الثقافة والفنون في جدة الذي مثله مديره عمر الجاسر، إضافة إلى معرض صور من مكةالمكرمة والمدينة المنورة للمصور خالد خضر في مسجد الحسن الثاني. وكشف الجاسر عن إبرام اتفاقات شراكة ثقافية مع عدد من المؤسسات الثقافية المغربية، تتمثل في أعمال مشتركة وتبادل فعاليات على مدى خمسة أعوام مقبلة.