مرت المملكة في السنوات الماضية بمجموعة من الخطط والرؤى التنموية التي لم يحقق بعضها النجاح المأمول، لا سيما إذا علمنا أن الدولة بذلت الإمكانات والطاقات كافة، في سبيل محاولة إنجاحها، إذ كانت القيادة حريصة على النهوض بالتنمية وتحقيق متطلباتها لصالح المواطن في مختلف المجالات، ما يدعونا للتساؤل حول أسباب عدم تحقيق بعض تلك الإستراتيجيات أهدافها، وأرى أن أحد أهم عوامل نجاح أي خطة طموحة هو اختيار الكفاءات المناسبة القادرة على تجسيدها واقعا ملموسا تؤتي نتائج ومؤشرات حقيقية يلمسها المواطن فوضع الرجل المناسب في المكان المناسب هي أحد الضمانات الأساسية إذا أردنا النجاح. إننا نحتاج لقيادات مبدعة قادرة على التغيير ومجابهة التحديات واستثمار الفرص وخلق مناخات وفضاءات أوسع لأبناء البلد فالمرحلة تتطلب منا التفكير خارج الصندوق. إن اختيار فريق العمل أولى خطوات تحقيق النجاح للوصول إلى الريادة كما أن الاستفادة من التجارب الأخرى التي مرت بها بعض البلدان القريبة منا أو البعيدة في هذا المضمار ستعطينا معرفة في كيفية التعاطي الإيجابي المدروس وإذا ألقينا نظرة سريعة لبعض التجارب الناجحة كتجربة دبي وماليزيا وتركيا سنجد عاملا مشتركا لنجاح تلك التجارب بعد وضع الرؤية والأهداف الواضحة وهو اختيار فريق العمل المكون من وزراء ومسؤولين طموحين مؤمنين بأهمية النهوض والرقي، والمملكة العربية السعودية بفضل الله تملك كفاءات وطنية شابة وطموحة تملك الخبرة والتجربة وأثبتت نجاحها. ووفقت القيادة في المملكة باختيار كفاءات وزارية كانت وما زالت تعطي وتقدم بكل تفان وإخلاص لا تعرف الوقوف والكلل وتعمل على التغيير وتذليل الصعاب ولعل اختيار الوزيرين عادل الجبير وتوفيق الربيعة خير مثال لذلك. في المقابل نجد بعض الوزارات لم يطرأ على عملها جديد، لكننا متفائلون في الفترة القادمة باختيار فريق عمل قادر على ترجمة المشاريع الطموحة والأهداف المحددة من رؤية 2030 إلى واقع نلمسه ونرى فائدته ونجني جميعنا ثماره فلا عذر لنا إذا لم نتقدم ونسهم في نهضة بلدنا ورقيه ورفعة مواطنيه. ناصر بن عبدالرحمن الهزاني