لا يمكن أن تنهض الأوطان دون ثقافة تسعى إلى رفع مستوى الوعي لدى المجتمع، وتعود بالنفع على المجتمع معرفياً واقتصادياً، وذلك وفق رؤية الأمير محمد بن سلمان آل سعود في دعم الثقافة والترفيه في المجتمع السعودي والسعي نحو انفتاحه عالميا، وطرحت «عكاظ» على عدد من المثقفين كيف يمكن أن تكون الثقافة في السعودية رافداً معرفياً واقتصادياً لمواكبة التحول الوطني؟ يرى الروائي عبدالله التعزي أنه «كأفكار لرفع المستوى الثقافي والفني في المجتمع ودعم الاتجاه نحو إنسان سعودي مثقف، ويملك حسا فنيا عاليا من الممكن عمل التالي وهي دون ترتيب، معهد للفنون الجميلة يعطي مؤهلا فنيا في التصوير الفني والتجاري والتلفزيوني والسينمائي وأيضا يرفد وزارة التعليم بمدرسين للحصص الفنية مؤهلين في الرسم والنحت والأعمال الخزفية، ومعهد للتراث الشعبي يعطي مؤهلا معتمدا في كيفية أداء الفنون الشعبية بالصورة الصحيحة وأيضا يقدم الحرفيين المؤهلين لإنتاج الأكلات الشعبية والأعمال الخشبية التراثية من رواشين وصناديق سيسم وغيرها، كل منطقة وما بها من تراث شعبي، وجعل مهرجان الجنادرية منارة وملتقى ثقافيا لكل الأطياف الثقافية العالمية باستضافة المثقفين الحاصلين على الجوائز العالمية مثل نوبل وجنكور والبوكر وكل الشخصيات الثقافية المتميزة وذلك لفتح حوار حضاري ثقافي داخل المملكة يضيء آفاقا جديدة للكتاب السعوديين من كافة الأعمار وربما كتاب خليجين وعرب أيضا، واستحداث جائزة الدولة الثقافية التقديرية، واستحداث صندوق لدعم الأدباء والكتاب والمثقفين، وضع أنظمة وقوانين واضحة للنشر الالكتروني وصالات العرض الفنية وتسجيل الأعمال الفنية من لوحات ومنحوتات وغيرها». ومن جهته، يؤكد الشاعر مفرح الشقيقي أنه «يمكن للثقافة أن تكون رافدا اقتصاديا مهما كما هو الحال في كثير من دول العالم، ولكن هناك خطوة استباقية يجب أن تكون حتى نستطيع الاستفادة من الثقافة من كل الجوانب ألا وهي تأصيل الثقافة والحالة الثقافية في كل أوساط المجتمع وتخليصها من نخبويتها المزعومة»، مشيرا إلى أن «الثقافة فعل وسلوك وحق جماهيري عام ويجب أن يكون كذلك ورؤية 2030 تتنبّه لهذا الأمر من خلال إدخال الثقافة في صميم المشروع والتطوير، أما ما هو بين أيدينا الآن فأرى أن إقامة مهرجانات ثقافية، والتنويع في الجوائز الثقافية وطرق الاشتراك فيها والرعاية وعقد الشراكات مع القطاع الخاص، كلها يمكن أن تسهم في حضور مختلف للثقافة على مستوى المجتمع والأهم أن تكون عنصرا رئيسا في الرؤية والتحول، وهنا يحب أن نقول: شكرا محمد بن سلمان، شكراً أيها الشاب المثقف». فيما يقول القاص محمد أحمد العسيري أن «الثقافة والمثقف من أهم ركائز التطور في الحياة، وحتى نستطيع استثمارها لصالح المجتمع علينا تحويلها إلى برامج مؤسساتية تدار بعقليات تمتلك طاقة هائلة»، مؤكدا أنه «يجب أن يستثمر المبدع من خلال إنشاء أكاديميات تحوي تحت مظلتها كل الفنون الإبداعية.. أكاديميات خاصة تؤهل الأجيال وتوعيهم بدور الثقافة والفنون وتستطيع اكتشاف مواهبهم وتنميتها». وشدد العسيري على أنه «يجب أن نهتم بدور الثقافة كمنتج رئيسي لتعزيز الدور الوطني والبناء لا كعامل يأتي في الأخير. الأكاديميات والفصول والورش حتى لا تصبح هامشية أو تحصيل حاصل.. لا بد أن تدار بفكر جديد بعيد عن الفكر الذي تدار به الأندية الأدبية حاليا، والأهم من كل ذلك أن تكون متاحة للجميع بالمجان أو بمبالغ رمزية كاشتراكات ليس أكثر وتستثمر طوال السنة كوسيلة جذب وترفيه».