قامت السيدة إلى سحاريتها مدت يدها إلى خيط محيط برقبتها يتدلى في طرفه مفتاح. سحبته من صدرها. فتحت القفل. رفعت غطاء السحارية. أخرجت أربع حبات من بسكوت أبو ميزان وأربع علب منقا أبار وزيني. وضعتها في حثلها وانطلقت نحو منزل زوج ابنتها لتعس حفيدها المكسور. كان ابنا شقيا مغرما بمطاردة البساس. وبما أنه من الحب ما قتل. فمن الحب أيضا ما كسر. أحكمت القطة مخالبها في ساق الحماطة وخلال ثوان استقرت في طرف غصن طري. صعد (الصغير) وراءها يحاكيها وما أمداه يصل أعلاها حتى انفصخ الغصن وهوى به فوق صفا مولي. جاء المجبر وطلب طحينا وسمنا وحبة بيض عربي. خلطها بمهارة. وعجنها حتى تماسكت وطلب من الأب والأم أن يشدا اليد بقوة حتى يرجع العظم قبالة العظم. صاح ففزعت قطته التي كانت تراقب المشهد من السدة بتشفٍ. وضع الخلطة مكان الكسر وحزمها. وقال: أطعموه كل صباح تمرات محشوة بالثفاء. وصبوا عليها في الليل سمنا دافئا وإذا تألم أهملوا الربطة قليلا. في اليوم الرابع حضر طبيب القرية ليطمئن على حركة الأصابع. لمح شتلة في الكف. فخفت الأب (يحتاج كيّة صغيرة في مؤخرة الكف) ردّ الأب: اكوه والله أن ودي تكويه في مكان النعرة اللي خلته يطارد البسة في الحماطة حتى طاح وانكسر. حلفت الجدة يا المكوى ما يضرب في كف حفيدها الضعيف. عادت قرب المغرب. والشيبة مدلدل ارجوله على طرف الدرجة. سبقها «وشبك أحويتي يا مخلوقة. وتركتيني لحالي بدون قهوة قاعد أنخش ضروسي في حراك». أعطته علمها وشرحت حال الحفيد مع الجبارة. طلب منها سكينا وتناول ديكا مزمنا. في ثوان ذبحه ونتف ريشه وناولها. نصبت قدرها وعجنت طحينها وقدمت له الدغابيس. صبت في طاسة مرقة ولقطت صدر الديك وذهبت بها للحفيد المكسور. غضب الشيبة وقال انتي يا الهسهوسة رايحة جاية علي الطلاق لاتزوج بنت بنوت ردت عليه «الله يغديك هبهب ما لك مذهب». علمي وسلامتكم.