كشفت أحداث جبال ثقيف انتهاج الإرهابيين الدواعش ذات أسلوب القاعدة الإرهابي في استغلال الطبيعة الجبلية في محاولة منهم لإطالة أمد المواجهات والتخفي في الكهوف.. غير أن الضربات الاستباقية الناجحة التي قادتها الأجهزة الأمنية أكدت مهارة رجال الأمن وقدرتهم على مواجهة كل الظروف والتضاريس الصعبة. ولم يستغرق العمر الزمني في أحداث جبال الشملي أو عقلة الصقور، مثلا، أو تلك التي جرت فصولها في بيشه وجبال ثقيف وبني مالك غير ساعات قليلة في الحسم والقضاء على بؤر الإرهاب، على نقيض ما كان يحدث في جبال أفغانستان، إذ كانت المواجهات مع إرهابيي القاعدة تستغرق سنوات. «عكاظ» رصدت الأحداث الأخيرة وكشفت كيف سقط الإرهابيون بعد تضييق الخناق عليهم. ومن الوقائع ما أعلنته وزارة الداخلية في مارس الماضي عن تضييق الخناق على ستة دواعش استدرجوا رجل الأمن وكيل الرقيب بدر حمدي الرشيدي واغتالوه في جريمة نكراء، وإثر ذلك تحركت الأجهزة الأمنية ونجحت في تطويق الجناة في منطقة جبلية بالقرب من سد قرية المستجدة في محافظة الغزالة. وأصدرت الأجهزة الأمنية نداءات إلى الجناة الإرهابيين للاستسلام، غير أنهم بادروا بإطلاق النار من خلف حصن من الصخور واقتضى الموقف الرد بالمثل، ولقي الإرهابيون حتفهم على رغم محاولاتهم التحصن بالجبال والكهوف والطرق الوعرة. قبل نحو أسبوعين سجلت الأجهزة الأمنية في جبال بيشة انتصارا كبيرا على فئات الشر، ونجحت في القبض على عقاب العتيبي حيا بعدما تحصن في جبال شرق المحافظة ومعه اثنان من الإرهابيين، . وبعد أقل من 48 ساعة من انتشار مقطع فيديو يظهر فيه اثنان من اتباع تنظيم داعش استدرجا ابن عمهما إلى منطقة جبلية وتم اغتياله، ونجح الأمن في القبض على أحد الإرهابيين، فيما قتل الثاني. وعلى مشارف جبال الهدا في منبسط أودية نعمان جرت فصول إنجاز أمني انتهت بسحق اثنين من المنتمين للفكر الضال فيما انتحر اثنان. وفي ظل تتابع هذه المواجهات الجبلية شهدت جبال ثقيف وبني مالك لخمسة أيام متتالية تتبع أثر أحد الإرهابيين ممن هاجموا مركزي شرطة القريع وحدّاد وقتلوا اثنين من رجال الأمن الذين حققوا نجاحا كبيرا في ملاحقة إرهابي هارب لقي حتفه في المواجهة.