انتصر رجال الأمن البواسل على التضاريس القاسية والبيئة الجبلية الصعبة التي لجأ إليها مهاجم مخفر شرطة بني حداد في بني مالك، ظنا منه أن الجبال ستعصمه من الملاحقة والفرار بجرمه وغدره، غير أن التكتيكات الأمنية التي تواصلت على مدى 48 ساعة أطاحت به بعد ملاحقة نفذتها وحدات متخصصة من قوات الأمن، التي اعتمدت على الانتشار السريع واختراق جبال ثقيف والطائف من كافة الجهات مصحوبة بتغطية مكثفة من طيران الأمن. وكان مهاجم مخفر شرطة بني حداد قد اعتمد على تكتيك الاختباء في جبال الطائف التي ترتفع نحو 1700 متر فوق سطح البحر، ويزداد الارتفاع غربا وجنوبا ليصل إلى ارتفاع 2500 متر، توقعا منه بعدم قدرة رجال الأمن على ملاحقته بين تضاريس وسفوح الجبال وضبطه، غير أن الخطط الأمنية العاجلة ضيقت عليه الخناق في دقائق، إذ انطلقت الأجهزة الأمنية تتعقبه بواسطة قوات الطوارئ الخاصة التي شرعت في محاصرته وتضييق الخناق عليه وسط الجبال مصحوبة بطائرات الأمن، فيما نصبت قوة أمن المهمات الخاصة عشرات من نقاط التفتيش والرصد على الطرقات. وحرصت الجهات الأمنية على منع الإرهابي من الاقتراب من منازل السكان حفاظا على سلامتهم من الأذى. وضربت قوات أمن المهمات الخاصة حزاما آمنا على البيوت، إذ حرص كل السكان على تقديم العون لرجال الأمن البواسل، بل إن بعض الأهالي عرضوا تقديم أنفسهم جنودا لخدمة الوطن الغالي. وفي ذات الوقت نجحت أجهزة الأمن في حماية مرتادي الطرق وسط الجبال من أي خطر، والعمل على إبعاد الهارب من مناطق العمران ومنعه من الوصول إلى المواقع المأهولة ومن طرق السيارات العابرة، ما دفعه إلى الاستعصام بالجبال، غير أن محاولته فشلت ليسقط وسط جبل عمد بمركز ثقيف.