منذ نحو 28 عاما، وبلدية ظهران الجنوب تتخلص من مياه الصرف الصحي في هجرة الضحضاح في مركز هدادة (شمال نجران)، غير عابئة بالأضرار التي تلحق بالأهالي ومزارعهم، ولم تجد نفعا شكاواهم المتكررة للجهات المختصة لإنهاء الأخطار المحدقة بهم منذ 1410. وفيما استغرب المواطنون من عدم تفعيل محطة الصرف الصحي في ظهران الجنوب منذ تسع سنوات، أرجعت مديرية المياه في عسير تأخر تشغيل محطة المعالجة إلى فشل المقاول في الالتزام بمهامه التعاقدية والتنفيذية، على رغم الدعم والتسهيلات التي قدمت له. وانتقد هادي آل عون التلوث البيئي الذي تحدثه بلدية ظهران الجنوب في هجرة الضحضاح طيلة هذه السنين دون أن تتحرك الجهات المختصة لردعها على رغم شكاواهم المتكررة، مشيرا إلى أن مسار الصرف الصحي يبدأ من المصب في هجرة الضحضاح التي تندرج أوديتها على هجرة العرج ومن ثم إلى مركز هدادة مرورا بمركز الحرشف إلى أن ينتهي بوادي الحصينية بمحافظة حبونا. ونبه إلى أن مياه الصرف نشرت الأمراض الخطرة بين السكان مثل الوباء الكبدي من خلال المحاصيل الزراعية، فضلا عن تسببها في نفوق الماشية. وتساءل محمد آل عوض عن أسباب تعثر مشروع محطة الصرف الصحي في ظهران الجنوب منذ تسع سنوات، مشيرا إلى أن الحواجز التي زود بها الموقع لم تف بالغرض، لوعورة تضاريس المنطقة الجبلية. وشكا تفاقم المشكلة بهطول الأمطار التي تختلط بمياه الصرف الصحي في الأودية، وتنتقل إلى القرى ومراكز المنطقة، ملمحا إلى أنه آن الأوان لإنهاء معاناة الأهالي المتفاقمة منذ 28 عاما. وأكد ناصر آل حلزاء أن سكان مركز هدادة عاشوا حالة من التيه على مدى 28 عاما بين الشكاوى التي قدموها لوزارة الشؤون البلدية والقروية وإمارة المنطقة، لإنهاء الأخطار المحدقة بهم من الصرف الصحي، دون أن يجدوا أي تجاوب، مشددا على ضرورة وضع حد لمعاناتهم المستعصية. وأوضح يحيى الوادعي أنه عزف عن الزراعة والاستثمار، بعد أن تلوثت مزرعته من مصب الصرف الصحي الذي يبعد عنها كيلومترين، مبينا أن أكثر من 40 صهريجا تفرغ حمولاتها من الصرف الصحي في المصب يوميا، ما أنهك الحرث والنسل، ونشر الأمراض بينهم. في المقابل، أرجع المدير العام للمياه المكلف في منطقة عسير تركي بن أحمد آل مفرح تأخر تشغيل محطة معالجة الصرف الصحي في ظهران الجنوب، إلى فشل المقاول في الالتزام بمهامه التعاقدية والتنفيذية، على رغم الجهود التي بذلتها مديرية المياه في المنطقة لدعمه وتذليل أي صعوبات تعترضه. وأفاد آل مفرح بأنه حين تعذر على المقاول المضي في تنفيذ المشروع، اضطرت المديرية إلى سحبه منه، وإعادة طرحه في منافسة جديدة، لافتا إلى أن ذلك يستنفد كثيرا من الوقت وفقا للأنظمة واللوائح. وبين أن مشروع المحطة في طور التسلم الابتدائي، وبدأ فيه تنفيذ التوصيلات المنزلية، موضحا أن مرمى البلدية الذي تفرغ فيه مياه الصرف الصحي حاليا مهيأ منذ زمن طويل، مؤكدا تعاونهم مع الجهات ذات العلاقة كافة، لإنهاء معاناة الأهالي في أسرع وقت.