شكلت إدارة التعليم بمنطقة عسير لجنة عاجلة للتحقيق في ملابسات تسمم خمسة طلاب (توفي أحدهم لاحقا) بعد تناولهم لبنا مجهول المصدر معبأ في قوارير مياه في إحدى مدارس وادي سكار بمركز مربة. وأوضح المتحدث باسم الإدارة أن اللجنة وقفت على المدرسة وبدأت التنسيق مع الجهات ذات العلاقة للوصول إلى المسببات في التسمم. وزار مدير التعليم بالإنابة سعد بن أحمد الجوني الطلاب المنومين في مستشفى عسير المركزي للاطمئنان على حالتهم الصحية، والتقى أولياء أمورهم، مؤكدا استعداد إدارته لتقديم الخدمات اللازمة لهم في هذا الظرف، وستتم متابعة أوضاع الطلاب بصفة مستمرة حتى تماثلهم للشفاء. وعلمت «عكاظ» أن أحد الطلاب المصابين في الحادية عشرة من عمره يدرس في مدرسة ابتدائية، فيما الأربعة الآخرون زملاء في المدرسة المتوسطة. من جانبه بين المتحدث باسم صحة المنطقة سعيد بن عبدالله النقير أنه تم تحويل كافة التحاليل للمختبر للتعرف على أسباب التسمم. لافتا إلى استقرار حالة كافة الطلاب بعد تقديم الرعاية لهم، إذ نوم ثلاثة منهم في مستشفى عسير المركزي والرابع في مستشفى أبها العام. وأكد المتحدث باسم شرطة منطقة عسير الرائد زيد القحطاني ل«عكاظ» بدء التحقيقات في قضية مصرع طالب وإصابة أربعة آخرين بالتسمم بعد تناول لبن أمس الأول (الثلاثاء) في مدرستهم ابتدائية ومتوسطة وادي سكار. وبين أنه ورد البلاغ لشرطة مربة التي تتبع لها القرية وتم الانتقال إلى المستشفى، حيث توفي طالب فيما يتلقى البقية العلاج. وعلمت «عكاظ» أن الطبيب الشرعي بدأ في الكشف على جثة الطالب محمد عبدالعزيز، تمهيدا لإصدار تقريره بشأن الواقعة. فيما توقع محمد موسى الحامدي (خال الطالب) ظهور النتائج الأسبوع القادم. مبينا أنه ستتم الموافقة على تشريح الجثة في حالة عدم التوصل لأسباب الوفاة. وطالب الحامدي بمحاسبة المتسبب في التسمم. مستغربا دخول لبن مجهول المصدر إلى المدرسة. وقال ل«عكاظ» هاتفيا خلال وجوده في الحد الجنوبي في اللواء العاشر في ربوعة أنه تلقى اتصالا يفيد بأن ابن اخته «اليتيم» في غيبوبة في المستوصف القريب من المنزل، وأضاف: «توجهنا على الفور وللأسف لم نجد أي إمكانات ولا سيارة إسعاف لنقله إلى مستشفى عسير، ما اضطرنا لإسعافه بسيارة خاصة». وانتقد ما اعتبره عدم تفاعل إدارة المدرسة مع الحادثة. أم محمد: لماذا تأخر إسعافه لساعتين؟ أكدت أم الطالب المتوفى أنها تطالب بحق فلذة كبدها الذي راح ضحية في ساعات معدودات دون أن يتم الوصول إلى المتسبب في ذلك وتقديمه للمحاكمة، خصوصا أن نقله من المدرسة إلى المستوصف استغرق أكثر من ساعتين. وبنبرة حزن قالت ل«عكاظ»: «لقد ذهب ابني محمد الذي كان بارا بي، ويقضي احتياجات المنزل بعد وفاة والده، ولم يتبق لي غير بنت وولد، ولكن الحمد لله على كل حال». الطلاب المصابون: أضاعتنا الثقة المفرطة أكد ثلاثة طلاب مصابين أنهم وثقوا في عبوة اللبن التي تناولوها في إطار الثقة المتبادلة بينهم كزملاء دون أن يعرفوا مخاطرها. وقال كل من علي عائض جابر الحامدي ويحيى مفرح علي الحامدي وسعد عيسى غرامة الحامدي: «العبوة قدمها لنا أحد الزملاء فلم نتردد في تناولها، لنشعر بعد دقائق بآلام في البطن وحالة من الغثيان، ليسقط أمامنا زميلنا محمد في غيبوبة قبل أن يلفظ أنفاسه لاحقا». وأوصوا زملاءهم بعدم شرب أي عبوات لا يتم التأكد من مصدرها بعدما دفعوا ثمن الثقة المفرطة. أولياء أمور المصابين: لا إسعاف أو رقابة! حمل أولياء أمور الطلاب المصابين في مدرسة كعب الأسدي بوادي سكار إدارة التعليم والشؤون الصحية بعسير مسؤولية تداعيات إصابة أبنائهم، مؤكدين أن هناك تأخرا في إسعاف الطلاب وغياب الرقابة في المدرسة. وأوضح علي عائض الحامدي (عم الطالب علي عائض) أنهم لم يجدوا تفاعلا من المستوصف، وأضاف: «طالبنا بسيارة إسعاف فلم نجدها، ليتم إسعاف الطلاب بوسائل خاصة». مستغربا كيفية دخول اللبن إلى المدرسة دون معرفة مصدره، متسائلا: «أين الرقابة؟». واعتبر مفرح علي الحامدي (والد الطالب يحيى) الاستهتار بأرواح الأبرياء هو السبب في الحادثة ويجب محاسبة المتسبب. واستغرب عيسى غرامة الحامدي (والد المصاب سعد) غياب الإسعاف في المستوصف. من جانبه فضل المتحدث باسم صحة عسير إرجاء الرد على الشكاوى إلى حين توافر كافة المعلومات، أما المتحدث باسم إدارة التعليم فأكد أن الأطعمة تدخل ضمن إفطار الطلاب ولا يمكن التأكد من صلاحيتها.