يأبى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن ينهي ولايته على رأس المؤسسة الدولية الأولى في العالم، إلا وقد ابتدع المزيد من مصطلحات القلق ومرادفاته، فرئيس الأممالمتحدة المعروف بقلقه الدائم، تجاه كل القضايا الساخنة هو سيد المصطلحات، في الوقت نفسه وإن كان سيدخل التاريخ، فمن المؤكد أن دخوله لتلك الصفحات سيكون من بوابة القلق ولا بوابة غيرها. آخر ابتكارات بان كي مون هو في قوله :« أُعرب عن قلقي العميق من العنف في سورية» وفي وضعنا لخطين بلون ملفت وتحت مصطلح «قلق عميق» تدور الكثير من التساؤلات في رؤوس، ومخيلة المتابعين، وتحديدا لدى السوريين الذين بات مون بالنسبة لهم «دعابة ثقيلة» لم تعد تضحك أو تسلي. أن يطرح مون مصطلح «القلق العميق» هذا يعني لغويا أن هناك مصطلحا مقابل هو «القلق غير العميق» أو ربما «القلق العائم».! فإن تلصق صفة العميق بشيء، فهذا يعني أن هناك صفة مضادة موجودة، ولكن التساؤل يزداد صعوبة هنا، فما الفرق بين القلق العميق وغير العميق، وهل هناك قلق يستوجب القلق وقلق آخر لا يستوجب القلق؟.. غريب هو مون، غريب بمواقفه وتصريحاته ومصطلحاته وقلقه مما لا شك. القلق هو الخوف مما هو أكبر وأقسى والأزمة السورية التي دخلت عامها السادس، من المنطق أن تكون قد تجاوزت مرحلة القلق إلى مرحلة المبادرة لمعالجة هذا القلق أو الخوف. لكن هل مون ومؤسسته الدولية يريدون ذلك! أسئلة مشروع أمام تواطؤ أوعجز المجتمع الدولي عن وقف السفاح في دمشق عن جريمته وعن وقف معاناة الشعب السوري من هذا السفاح. «القلق العميق» مصطلح كوميدي لقضية تراجيدية. لقد كان من مون أن يعرب عن عجزه العميق في مقاربة الحل العادل للشعب السوري فكل ما يحتاجه السوريون من المجتمع الدولي. فهل يمتلك مون الشجاعة ليستبدل مصطلح القلق بمصطلح العجز! وحينها يصدق النعت الملحق بالمنعوت، أنه العجز العميق وليس القلق العميق.