بعد أيام قلائل من مواجهتهما في دوري عبداللطيف جميل التي كسبها الأهلي 3/1 ونصب نفسه بطلا للمسابقة، يتجدد صراع العملاقين، للمرة الرابعة في مواجهة مرتقبة ضمن نصف نهائي كاس خادم الحرمين الشريفين، يتوقع أن تظهر قوية ومثيرة بين الطرفين، فما بين رد اعتبار هلالي وتأكيد انتصار أهلاوي ستكون الجماهير الرياضية على موعد مع مواجهة نارية من العيار الثقيل تجمع العملاقين وجها لوجه لبحثهما عن نيل كأس البطولة. الهلال لن يرضي جماهيره سوى بنيله آخر بطولات الموسم التي يحمل لقبها في النسخة الماضية ولن يتنازل عنه بتلك السهولة ولن يرضى أن يتلقى خسارتين متتاليتين من ضيفه، في المقابل يود الفريق الملكي وقلعة الكؤوس ضم كأس الملك لبطولة الدوري مدعوما بارتفاع روح لاعبيه المعنوية بعد تحقيقهم البطولة الأصعب في المنافسات السعودية بعد طول غياب. وفيما تبدو الإثارة عنوانا لهذه المواجهة للصراع التقليدي بين العملاقين الذي امتد ليعلنا منافستهما المحمومة على بطولات هذا الموسم، فإن حظوظهما الفنية لنيل اللقب تبدو متساوية برغم حالة الانكسار التي تمر بالمضيف والتي يقابلها انتشاء الملكي ما يميل الكفة المعنوية لمصلحته. ونظرا لأهمية هذه المواجهة فينتظر أن يسيطر الحذر والحرص على أداء الفريقين خوفا من الخسارة وخصوصا من قبل الزعيم، ما ينبئ عن تغلب العامل النفسي والناحية التكتيكية البحتة على مجرياتها، وربما أن هدفا وحيدا يكفي لنقل أحد الفريقين للمواجهة النهائية كطرف أول، منتظرا الفائز من مواجهة الاتحاد والنصر غدا، لذا يتوقع أن تحكم نتيجتها جزيئيات وأخطاء تحدث خلال سير المواجهة قد تطيح بآمال فريق وتنعش حظوظ الآخر. النهج الفني للهلال تعرض قائد الكتيبة الهلالية اليوناني دونيس لانتقادات حادة من الجماهير الهلالية، ما أوجد حالة عدم ثقة بينه وبين الجماهير التي سيسعى لمصالحتها في هذه المواجهة، بعد أن عمل على إخراج لاعبيه من إحباط المقابلة الماضية، ويتوقع أن يعتمد على طريقة 4/2/3/1 مع إحداث بعض التغييرات على تشكيلته بما يتناسب مع قوة منافسه وأهمية الموقعة، حيث سيدخل عبدالله عطيف في منطقة المحور مع تواجد محمد الشلهوب وديغاو في القائمة الرئيسية مع احتمالية وجود ناصر الشمراني مهاجما عوضا عن المصاب ألميدا. وسيطالب لاعبيه بالضغط على المنافس داخل قواعده مع سرعة تفعيل الغارات المرتدة مركزا على الأطراف بمساهمة من الظهيرين ياسر الشهراني وعبدالله الزوري، عاملا على تعطيل ظهيري الأهلي وخصوصا محمد عبدالشافي، مع وضع إدواردو خلف المهاجم الوحيد ناصر الشمراني لاستثمار تحركاته بين متوسطي الدفاعات الأهلاوية وتوظيف الحلول الفردية التي يتميز بها لاعبو وسط الشق الهجومي في فريقه، فيما ستكون أدوار المحور عبدالله عطيف تحديدا إبطال مفعول تحركات فيتفا للقضاء على خطورته، فيما يتولى سلمان الفرج فرض رقابة على ماركينهو، على أن تكون مهمة العائد ديغاو تعطيل تحركات عمر السومة ومنعه من تهديد شباك خالد شراحيلي. النهج الفني للأهلي سيسعى المدير الفني لفريق الأهلي السويسري كريستيان جروس إلى تكرار فوزه على مضيفه، مستثمرا ارتفاع روح لاعبيه المعنوية بعد أن عمل مع الأجهزة الإدارية على إبعاد لاعبيهم عن أجواء الفرح بانتصارهم الأخير الذي قد يؤدي إلى حالة ارتخاء قد تسهم بإبعادهم عن المنافسة. وينتظر أن يلجأ جروس إلى طريقة 4/2/3/1 محافظا على العناصر ذاتها التي جلبت له الانتصار الأخير، وظهر من خلالهم التنظيم الجيد والاتزان على عطاء الفريق. وسيمنح محمد عبدالشافي الفرصة الكاملة لمساندة غارات فريقه وتشكيل قوة هجومية على منافسه، ودعم تحركات سلمان المؤشر في الجانب الأيسر، فيما ستكون أدوار عقيل بلغيث دفاعية بحتة، مع ترك مهمة إشعال الجهة اليمنى لتحركات فيتفا وماركينهو ومساندة المحورين تيسير الجاسم وحسين المقهوي مع فرض الرقابة على تحركات إدواردو في وسط الميدان، ودعم المدافعين أسامة هوساوي ومعتز هوساوي.