منذ أعلنت لجنة تحكيم جائزة البوكر العربية فوز الكاتب ربعي المدهون بجائزة الرواية لهذا العام عن روايته (مصائر: كونشرتو الهولوكست والنكبة). المدهون الذي سلطت عليه الأضواء وغدا محل اهتمام ومتابعة وملاحقة وسائل الإعلام، أوضح ل «عكاظ» أن الفوز يحمله مسؤولية الاستمرار في الكتابة عن بلده وأرضه وشعبه. مشيرا إلى أن المثقفين الفلسطينيين يصنعون مجد فلسطين من جديد، وتعهد الالتزام بالكتابة عن فلسطين حتى تكتمل فصول روايتها. وأكد المدهون أنه يهدي الجائزة لفلسطين. وعن انصرافه الكلي لكتابة الرواية قال «أنا صحفي ولا أستطيع التقاعد إلا أن الفرصة مواتية الآن لأتفرغ للكتابة خصوصا أني أناهز السبعين من العمر. وأضاف «لقد فشلنا في بناء دولة على الأرض، لذا دعونا نبني دولة من الثقافة»، مؤكدا عزمه على الاشتغال الروائي على ثيمة الحقوق الفلسطينية. وعن الرواية قال «هي رواية تقع في أربعة أقسام، يمثل كل منها إحدى حركات الكونشرتو وحين يصل النص إلى الحركة الرابعة والأخيرة، تبدأ الحكايات الأربع في التوالف والتكامل حول أسئلة النكبة، والهولوكوست، وحق العودة». ويرى أنها رواية الفلسطينيين المقيمين في الداخل الذين يعانون مشكلة الوجود المنفصم إذ وجدوا أنفسهم يحملون جنسية إسرائيلية فُرضت عليهم قسرا. إضافة إلى أنها رواية الفلسطينيين الذين هاجروا من أرضهم إلى المنفى الكبير ثم علقوا وهم يحاولون العودة بطرق فردية إلى بلادهم المحتلة. يذكر أن لجنة تحكيم الجائزة العالمية للرواية العربية البوكر أعلنت مساء أمس الأول، في العاصمة الإماراتية أبوظبي، عن تتويج ربعي المدهون بالجائزة، وهو أول فلسطيني يفوز بها، وتعد الرواية بحسب لجنة التحكيم أفضل عمل روائي تم نشره خلال الاثني عشر شهرا الماضية، وجرى اختيارها من بين 159 رواية مرشحة تتوزع على 18 بلدا عربيا. وسبق أن وصل المدهون إلى القائمة القصيرة عام 2010 عبر روايته (السيدة من تل أبيب) التي صدرت بالإنجليزية عن دار تيليغرام بوكس، وفازت الترجمة الإنجليزية بجائزة بان البريطانية للكتب المترجمة. وربعي المدهون، كاتب فلسطيني، ولد في مدينة المجدل عسقلان، في جنوبفلسطين عام 1945. هاجرت عائلته خلال النكبة عام 1948 إلى خان يونس في قطاع غزة. تلقّى تعليمه الجامعي في القاهرة والإسكندرية، ثم أُبعد من مصر سنة 1970 قبل التخرج بسبب نشاطه السياسي. يقيم في لندن إذ يعمل محررا لجريدة الشرق الأوسط، وله ثلاث روايات إضافة إلى دراسات ومجموعة قصصية.