أكدت العاصمة السعودية الرياض أنها القلب النابض للأمتين العربية والإسلامية، وأنها من تحمل على الدوام هموم الشعوب بتبني القضايا المصيرية، وتعمل على تحقيق آمالها وتطلعاتها، والبحث عن الحلول العادلة لمداواة جراحها. وليس غريبا أن تستضيف رياض السلام أربع قمم تاريخية خلال 36 ساعة، أثمرت قرارات واتفاقات ورؤى مشتركة تعود بالنفع على المنطقة والعالم. توجهت أنظار العالم خلال الساعات القليلة الماضية صوب رياض الهيبة والحزم والعزم، لتراقب عن كثب القمة الخليجية الأمريكية، وقبلها السعودية الأمريكية، والسعودية المغربية، والقمة الخليجية المغربية، وكل المتابعين على ثقة أن هذه القمم ستخرج بنتائج تنعكس إيجابا على مستقبل الأوضاع في سورية واليمن، وزيادة عزلة النظام الإيراني المتعربد وأداته حزب الله الإرهابي، وأنها أيضا ستضع مسارا جديدا برؤية خليجية لمواجهة الإرهاب الذي أضر كثيرا بدول وشعوب العالم. ويرى عدد من المحللين السياسيين أن مصدر التفاؤل بنتائج هذه القمة هو أن السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز تقف دائما إلى جانب الحق، ولا بد أن تحظى باحترام المجتمع الدولي، وتقدير الشعوب التي آمنت أن السعودية ومن خلال مواقفها الثابتة لا تبحث عن مجد، بقدر سعيها إلى أن يسود الأمن والاستقرار أصقاع المعمورة، ويعتبرون هذه المواقف التي أسس لها سلمان الحزم والعزم بحنكته وحكمته وخبراته المتراكمة، أقلقت من لا يروق لهم أن تعيش الشعوب في سلام، وفي منأى عن الصراعات التي جلبت حروبا شردت الشعوب، وقتلت الأطفال والنساء. ويذهبون إلى أن زعماء دول عالمية، على رغم ترددهم في كثير من المواقف، آمنوا مع مرور الوقت، ووضوح الحقائق، أن السياسة السعودية المتزنة في عهد سلمان العدل لا ترسم بشعارات عنصرية أو طائفية، ولا تستند على مماحكات شخصية، وإنما تهدف إلى محاربة ما قد يجر للمنطقة الدمار، بأيدي إرهابيين تربيهم وتدعمهم إيران التي تعيش عزلة عالمية، هي فاتورة أعمالها المشينة، وتدخلاتها السافرة، وسعيها الدائم إلى زرع الفتنة والتدخل في الشؤون الداخلية لدول أنفقت الأموال الباهظة من أجل أن يعم الأمن والأمان العالم أجمع. لافتين إلى أنه ما كان للسعودية أن تؤسس تحالفاتها العربية والإسلامية، وما كان لرؤاها أن تلقى التأييد الإقليمي والعالمي، وهي تنجح في تحجيم أدوار العابثين بأمن المنطقة، والتنكيل بشعوبها، لولا أنها تسعى دائما إلى خدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية، آخذة في الاعتبار الحرص على السلم العالمي، من خلال تصديها الجاد والناجح لكثير من القضايا، مدعومة بالأشقاء في الدول العربية والإسلامية، ويؤكدون أن القمم الأربع تأكيد على نجاح الدبلوماسية السعودية خاصة والخليجية عامة، في معالجة الكثير من الملفات، على رغم ردود الفعل المرتبكة في وجهات نظر الإدارة الأمريكية، ولتثبت السعودية أيضا أنها دولة نجحت في محاربة الإرهاب الذي تغذيه إيران وحزب الله الإرهابي والنظام السوري، بل وأحبطت وكشفت الكثير من المخططات الإجرامية التي كانت ستنفذ في بعض دول العالم، وقالوا إنهم على ثقة تامة أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وبعد أن استفاد من دروس السياسة السعودية المقدمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وإخوانه قادة دول مجلس التعاون، يعبر عن الرغبة الأمريكية في مزيد من التنسيق حيال إيجاد الحلول المناسبة للحروب في اليمن وسورية، وتحجيم العبث الإيراني في المنطقة، وقبل ذلك مواجهة إرهاب تنظيمي القاعدة وداعش، وأنه سيقدم الشكر للسعودية على مواقفها الثابتة وسياستها الناجحة، التي أثبتت الأحداث أنها تصب في مصلحة شعوب العالم.