يعقد وزراء دفاع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية اليوم (الأربعاء) اجتماعا في العاصمة السعودية الرياض مع وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر، وذلك قبيل قمة القادة الخليجيين والرئيس الأمريكي باراك أوباما غدا (الخميس). وسيضع وزراء الدفاع الخليجيون أمام وزير الدفاع الأمريكي اليوم، رؤيتهم لما يجب أن تكون عليه الأوضاع مستقبلا، لمواجهة التدخلات الإيرانية الإرهابية، ومعالجة الأحداث في سورية واليمن. ويأتي هذا الاجتماع الذي سيعقد في قصر الدرعية، في إطار الدعوات المتبادلة إلى تعزيز التعاون العسكري بين واشنطن ودول المجلس في ظروف بالغة الأهمية وتهديدات متنامية لأمن واستقرار المنطقة، ما يحتم تنسيق المواقف والسياسات والخطط الدفاعية لمواجهة المستجدات. كما أنه يأتي في وقت مازالت دول المجلس تعاني من تدخلات في شؤونها الداخلية، وتحديدا من إيران وحزب الله، إضافة إلى تنامي ظاهرة الإرهاب التي أصبحت تهدد مختلف دول العالم، الأمر الذي يتطلب صياغة سياسات ومواقف مشتركة تستجيب للتحديات الأمنية، ورفع مستوى التنسيق والتعاون بين قطاعات الدفاع في دول المجلس والدول الصديقة التي يهمها أمن الخليج واستقراره، وفي مقدمتها أمريكا. وترى أمريكا أن التحديات الأمنية الأكثر إلحاحا والتي تهدد المنطقة بأكملها وتحتاج إلى رد جماعي، تتمثل في النهج الذي يجب أن تستخدمه المنطقة للتعامل مع التهديدات التي تمثلها إيران، وذلك من خلال التنسيق مع الأصدقاء والشركاء، ممثلين في دول مجلس التعاون. وتؤكد أمريكا في كل مرة أنها ملتزمة بأمن واستقرار الخليج والشرق الأوسط، رغم مواقفها المتناقضة في كثير من الملفات. وما يقلق أمريكا ويدفعها للتفاعل مع المطالب الخليجية، بل التعاون والتنسيق معها في ما يتعلق بجميع أحداث المنطقة، هو النجاح السعودي الذي قاده الأمير محمد بن سلمان لتشكيل تحالفات عربية وإسلامية، أسهمت في تحجيم الدور الإيراني وحزب الله الإرهابي، وقادت إلى رؤى عربية وإسلامية موحدة من أجل تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط بإرادة عربية وإسلامية، دون إملاءات وضغوط كانت تمارس في السابق من أمريكا ودول غربية.