قمة مجموعة العشرين، التي تتألف من 20 دولة، تجمع بين الدول الصناعية الكبرى والاقتصادات الناشئة، بالإضافة إلى صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، ورئاسة الاتحاد الأوروبي، وأنشئت في عام 1999 م، لم تصبح قمة إلا بعد أن حضرها قادة الدول المشاركة، حيث كان يحضرها من قبل وزراء خارجية تلك الدول. هذه المجموعة من خلال القمم التي تعقدها كل عام، تهدف إلى تعزيز الاقتصاد العالمي، وتطويره، وحمايته من الأزمات، ولكن اللقاءات الثنائية، التي تتم على هامش القمة، تُعدُّ في نظر كثير من الباحثين والمحللين أهم بكثيرٍ من القمة ذاتها. اصطبغت قمة أنطاليا بصبغة سياسية وأمنية، فرضت تلك الحال الأحداث الإرهابية، التي وقعت في العاصمة الفرنسية باريس في اليومين الماضيين، الأمر الذي جعل القمة تتحول إلى مسار سياسي بدلاً من مسارها الاقتصادي البحت. من أولى أولويات القمة أن تخرج بتوصيات، تهدف إلى صياغة نظام اقتصادي عالمي، يحقق نمواً اقتصادياً عالمياً، ولكن الإرهاب أيضاً، كان له نصيب الأسد من تلك القمة، وكذلك ما يجري على الأراضي السورية من اقتتال بين الفرقاء السوريين وجماعات إرهابية عدة. كان حضور الملك سلمان، حفظه الله، بارزاً في هذه القمة، ما جعل وسائل الإعلام العالمي تتابع كل اجتماعاته، ولقاءاته بقادة الدول، إلا أن ما لفت نظري أكثر، هو وصف الصحف التركية له ب «ملك الاستثمارات»، كما وصفته بعض الصحف العالمية بأنه أحد أبرز القادة العالميين المشاركين هذا العام في قمة العشرين، مستدلة على ذلك بحرص قادة الوفود المشاركة على استغلال المناسبة للقاء به، وعقد الاجتماعات الثنائية منذ وصوله إلى أنطاليا التركية. نعم، إنه «ملك الاستثمارات»، ولكنه قبل ذلك «ملك المهمات»، وصانع البطولات، ومهندس النجاحات، والدليل أيضاً، إبراز دور المملكة العربية السعودية على كافة الأصعدة بهدف زيادة التعاون بين المملكة العربية السعودية ودول العالم في مجالات السياسة، والاقتصاد، والأمن، والمملكة هنا لا تمثل نفسها، وإنما تمثل دول مجلس التعاون الخليجي، والدول العربية، وتمثل أيضاً مع الدولة التركية، دول العالم الإسلامي. لقد أصبح المجتمع الدولي على قناعة تامة بأن الأزمة السورية هي المحور الأساسي لأغلب الأحداث الإرهابية حول العالم، لذلك كان التركيز عليها في هذه القمة بشكل أكبر. لا يمكن أن يكون هناك نمو اقتصادي ما لم يكن هناك أمن، ولا يمكن أن يكون هناك أمن مع وجود الإرهاب، ولا يمكن أن يكون هناك قضاء على الإرهاب ما لم يكن هناك تجفيف لمنابعه.