تحول العاصمة السعودية الرياض خلال ال36 ساعة الماضية إلى حراك سياسي فاعل، بعقد أربع قمم حاسمة، يجسد فاعلية الدبلوماسية السعودية في مواجهة قضايا المنطقة وأزماتها السياسية والأمنية، وعلى رأسها تدخلات إيران في المنطقة لتصدير الفوضى والعبث ودعم الجماعات والتنظيمات المتطرفة والإرهابية مثل تنظيمي «القاعدة» و«داعش» و«حزب الله» في لبنان و«جماعة الحوثي» في اليمن. الحراك السياسي السعودي يجسد دبلوماسية الحسم والحزم في نصرة قضايا الأمة، وما استقطاب قادة دول مجلس التعاون والرئيس الأمريكي باراك أوباما وملك المغرب محمد السادس لإجراء تشاورات ومباحثات رسمية حول قضايا المنطقة، إلا تأكيد على أهمية الرياض ودورها المحوري في حلحلة الأزمات والمشكلات العربية والإقليمية والدولية، مدعومة بالعلاقات الخليجية والأمريكية والمغربية في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، وتعزيز المسارات السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية لمواجهة التحديات، وتوفير منهاج متعدد الأطراف بين منظومة مجلس التعاون وأمريكا لمواجهة الأزمات ومنها الإرهاب، وما الاتفاق على إنشاء مجموعة عمل مشتركة خليجية - أمريكية إلا دليل على وحدة الرؤى في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية، من خلال تفعيل الشراكة الإستراتيجية الخليجية - الأمريكية لبناء علاقات أوثق في المجالات كافة، بما فيها التعاون في المجالين الدفاعي والأمني، ووضع حلول للقضايا الإقليمية. وهكذا، بدعم خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز، تعزز الدور الفاعل والحاسم والحازم للسعودية في وضع الحلول للخلافات الإقليمية والعالمية، ويواصل سلمان قائد الأمتين العربية والإسلامية جهوده الموفقة في الدفاع عن قضايا الأمة، ردعا للمتلاعبين بمقّدراتها، ودحرا للمتآمرين على أمنها وسلامتها، ولم تعد السياسة الخارجية للسعودية صانعة للقرار الإقليمي فقط بل صانعة لكثير من القرارات الدولية، وستظل الرياض ملتقى فاعلا للمشاورات العربية والعالمية، إذ لا يمضي يوم أو يومان إلى ويزورها أحد رؤساء العالم، لقناعتهم بأهمية السعودية ودورها المحوري، ويتواصل فيها عقد القمم للخروج بقرارات حازمة وحاسمة. وما تأكيدات الملك سلمان أمام البرلمان المصري، على استمرار المساعي لإنشاء القوة العربية المشتركة إلا تجسيد لاهتمامه بحماية الأمن العربي والمنطقة من التطرف والإرهاب ومختلف التحديات والتدخلات، لذلك يحرص في كل زياراته ولقاءاته مع زعماء دول المنطقة والعالم على وضع الآليات المناسبة لإعادة التوازنات الإستراتيجية في المنطقة، ومواجهة تدخلات إيران بحزم، خصوصا أنها ظلت تعمل على بث السموم في المنطقة، وصناعة الأزمات ودعم الإرهاب والتطرف والطائفية البغيضة. وهكذا يظل الحراك الدبلوماسي السعودي فاعلا في تعزيز ملامح الاستقرار في المنطقة، والحد من أي تدخلات إيرانية سافرة.